بعد تسجيل أسعار النفط أدنى مستوى في شهر بعد بيانات أمريكية أظهرت زيادة في المخزونات ومستوى قياسيًا مرتفعًا لإنتاج الخام في الولاياتالمتحدة أثارت قلقًا بأن السوق قد تشهد المزيد من المبيعات، أوضح خبراء نفطيون واقتصاديون أن التراجع النسبي لأسعار النفط مؤقت بسبب ارتفاع الدولار والانتاج المرتفع للنفط الصخري الامريكي، مبينين ان أسواق النفط باتت أكثر تحصناً وأكثر توازناً من السابق بعد نجاح الدور القيادي لمنظمة أوبك في الحد من ذبذبات السوق التي كانت نتائجها كارثية بعد وصول سعر متوسط خام برنت في شهر يناير عام 2016 عند 30.7 دولار، كأدنى سعر لمتوسط خام برنت منذ شهر ديسمبر عام 2003. وأكدوا خلال حديثهم ل «اليوم» عن نظرة تفاؤلية في توقع أسعار خام برنت عند 60 دولارا للبرميل كمتوسط لعام 2018 خصوصاً مع تحسن مستوى الثقة بشأن الطلب العالمي على النفط بعد التزام أوبك في عام 2017 في تخفيض الانتاج والنجاح في رفع متوسط أسعار خام برنت في عام 2017 إلى 54 دولارا للبرميل. في البداية أكد الخبير الاقتصادي فهد التركي أن تحسن النمو في القطاع النفطي سينعكس على نمو الاقتصاد الكلي للمملكة بارتفاع قدره 1.5% نتيجة الارتفاع المعتدل للنفط في المملكة، وبدء تشغيل مصفاة جيزان خلال العام الحالي، ومع رفع أوبك توقعاتها حول الطلب العالمي على النفط نحو 1.53 مليون برميل يومياً، بعد أن أظهرت الاحصائيات تنامي الطلب لثلاث دول تساهم بنصف الزيادة السنوية في الطلب العالمي وهي الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية والهند على أساس سنوي، مبيناً ان اختراق أسعار النفط حاجز ال 70 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ عام 2014 دليل على نجاح أوبك والمملكة العربية السعودية التي ساهمت بشكل كبير في جعل اسواق النفط أكثر توازاناً، وتكمن التحديات في أسواق النفط بمدى التزام المنتجين باتفاقية خفض الانتاج، والاحتمالات القوية لحدوث انتعاش متواصل في انتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة. فيما أكد الخبير النفطي الكويتي حجاج بوخضور أن جهود أوبك لتوازن الأسواق باتت ملموسة وواضحة خلال المقارنة في متوسط خام برنت بعام 2016 لنتائج كارثية بعد وصول السعر ل 30 دولارا، كأدنى سعر لمتوسط خام برنت منذ شهر ديسمبر عام 2003، وبين ما وصلت إليه خلال الاسابيع الماضية بعد أن كسرت حاجز ال 70 دولارا، مؤكداً نجاح دور المملكة القيادي لتوازن أسواق النفط والذي أزال التخمة في المعروض والسحب المتسارع من مخزونات النفط الخام العالمية وخلق توازن رغم المحاولات البائسة لبعض الدول في تقليل من الدور القيادي لأوبك بتضخيم إعلامي لنشاط منصات الحفر الصخري إلا أن جهود منظمة اوبك نجحت بفرض السيطرة على أسواق النفط والتي جاءت بفضل الجهود السعودية المثمرة، التي ساهمت في قيادة سفينة أسواق النفط عبر الممرات الآمنة للوصول إلى المرافئ المستقرة، حتى وإن كانت نسبة امتثال تخفيض الإنتاج عند بعض أعضاء أوبك أو خارجها أقل من التخفيضات المتفق عليها، وبقاء أعضاء المنظمة والمنتجين في خفض الإنتاج سيعطي مزيداً من الحفاظ على سوق الذهب الاسود حتى نهاية العام الحالي.
