واصل المعلم المتقاعد فهد التركي، 58 عاما، ومعلم الصفوف الأولية، مهام عمله بمدرسة الإمام عاصم لتحفيظ القرآن بالهفوف، رغم إحالته للتقاعد بعد خدمة 29 عاما في التعليم، مؤكدا حبه لعمله وزملائه وطلابه ومدرسته محتسبا الأجر والثواب من الله- سبحانه وتعالى-، جراء حضوره شبه اليومي وأداء بعض المهام التي أسندت إليه منذ الاستعدادات الأولية لمدرسته قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد، وشارك المعلم التركي بالإشراف على الأسبوع التمهيدي، ومهمة مقابلة أولياء الأمور القادمين للمدرسة لتسجيل أبنائهم وبعض المهام التطوعية، مشيرا إلى أنه على أتم الاستعداد لتوجيهات إدارة المدرسة بشأن إسنادها لبعض الأعمال والمهام. وقال المعلم التركي في رسالة وجهها لزملائه المعلمين: «احتسبوا الأجر والثواب، فمجال التعليم رسالة عظيمة، وهي رسالة سيد الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم». وأكد التركي أن سبب مواصلة عمله في المدرسة لأنها متخصصة في تحفيظ القرآن الكريم، مستندا بقول المصطفى «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، مبينا أن المعلم يلاقي لذة في تعليمه وتدريسه لكتاب الله عز وجل، مشيرا الى أنه لا يزال على تواصل مستمر مع أولياء الأمور (كمنسق المدرسة) في حالة الطوارئ- لا قدر الله- والإجابة عن استفساراتهم أيضا، وأنه هو الذي أشرف على رحلة الطلاب المستجدين بالمدرسة ومرافقتهم خارج الأسوار خلال الأسبوع التمهيدي. مشددا على ضرورة الاستفادة من زملائه المعلمين وخبراتهم السابقة واستشاراتهم بكل كبيرة وصغيرة وذلك لبناء وتأسيس عمله على أسس صحيحة وسليمة خلال مسيرته التعليمية، وأنه لا يمنع من سؤال واستشارة أهل الخبرة. التركي لا يزال يحظى بمحبه طلابه رغم تقاعده (اليوم) وأكد التركي ضرورة بناء علاقة إيجابية بين المعلم والطالب، فكلاهما المعلم والطالب يخسران إذا لم تكن هناك علاقة إيجابية بينهما، وهذا ينعكس على أداء الطرفين وعلى النتيجة النهائية من أهداف التعليم، فكلما كانت العلاقة الإيجابية أكبر وأمتن بين الطالب والمعلم وفتح قنوات اتصال بينهما؛ كان هناك تقدم واضح وإحراز نتائج أفضل وتحصيل علمي مميز، وفي المقابل فإن عدم تحققها بالشكل المناسب يترك آثارا على عملية التعليم بشكل عام، وعلى الطالب ومستقبله الدراسي بشكل خاص، حيث توجد فجوة شعورية ونفسية بين المعلم والطالب، وبين الطالب ورسالة العلم، مما يؤثر سلبا على تحصيله العلمي.