خلال الأيام الثلاثة الماضية تسابقت الجهات الحكومية والشركات ومؤسسات القطاع الخاص؛ لتعبر عن احتفائها واحتفالها بمناسبة حلول الذكرى السابعة والثمانين لليوم الوطني للمملكة. وما ميز سباق هذا العام أن كل جهة أو شركة حاولت أن تبدع إلى أقصى حد، لتلفت الأنظار إلى رسالتها المتفاعلة مع المناسبة. هيئة الترفيه وأرامكو وشركات الاتصالات كانت الأبرز في (الكليبات) المبدعة واللافتة. وحملت تهانيها أكثر من مجرد الإشارة للذكرى أو التهنئة بحلولها. كان هناك رسائل مهمة ذكرت بالماضي الصعب واهتمت بالحاضر الذي تغير تغيرا جذريا مع تعاقب الملوك، ووضع كل عهد بصمته على حياة السعوديين، بالإضافة إلى تأكيد الانتماء للوطن والإخلاص له ولمستقبله. فيما مضى من سنوات الاحتفال بذكرى اليوم الوطني كانت الرسائل بهذا المعنى قليلة، وكانت تذهب مباشرة، بعيدا عن الإبداع والتأثير، إلى التهاني العابرة التي لا تمكث في الأرض ولا تبقى في أذهان المواطنين. شيء آخر لافت في رسائل الذكرى هذا العام، هو التركيز على الأطفال والجيل الجديد الذي يفترض أن تكون لديه معرفة بماضي وطنه، وأن تتولد لديه ثقة تدفعه ليواصل طريق البناء والإبداع في وقت متغير له ملامحه وشروطه الخاصة. هذا الحضور للأطفال صاحبه حضور قوي ومهم للمرأة التي كانت تغيب عن رسائل الأعوام الماضية. وهذا يعني اعترافا، وإن جاء متأخرا، بأدوارها الوطنية والاجتماعية الأساسية والمؤثرة جنبا إلى جنب مع الرجل. لقد تبدلت أشكال التعبير عن ذكرى يومنا الوطني، وأخذت العديد من السياقات الجديدة والإبداعية، إلى درجة أننا بتنا نأسف على السنوات التي ذهبت دون أن نحتفل بيومنا الوطني. أقصد قبل أن يتخذ قرار الاحتفال بهذا اليوم وجعله إجازة رسمية.