لا يخلو مجلس من أشخاص لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب (كما يقول المثل الشعبي). لا يكفيهم إن كانوا يرون الحياة سوداء، بل إنهم يرتدون نظارات تجعلهم يرون الدنيا «كلها» أكثر سوادا. تراهم يقللون من أي جهد أو عمل أو إنجاز حتى لو رآه الناس خطوة للأمام. يزرعون الإحباط في نفوس من هم حولهم، ويكابرون عندما يحاول أي شخص إقناعهم بخطأ مواقفهم. كل شيء خارج وطنهم من وجهة نظرهم جميل ورائع ومتميز، أما داخل الوطن فيرون كل شيء سيئا وسلبيا وفاشلا. يرسمون الخارج كلوحة شمس تشرق بالأمل، بينما يرسمون الداخل ظلاما غارقا بالألم. هؤلاء يعتقدون أنهم خبراء في كل شيء، في السياسة والرياضة والمال والأعمال والطب والصحة والتعليم والخدمات والإسكان. تراهم جاهزين على الدوام لبث نظرتهم السلبية تجاه كل القضايا الاجتماعية، حتى يخيل للمرء أنه يعيش في أسوأ مراحل حياته، وفي أتعس بقعة على الأرض. إنهم كخطوط الضغط العالي، الاقتراب منهم خطير، والتوتر مستمر إلى غير حين. فكلما انتهت قضية، فتحوا باب قضية أخرى، وكأنهم يتمنون أن يبقى الناس متوترين تائهين في دوامة الأحداث، أكانت أحداثا محلية أو دولية. غالبية المواطنين يحدوهم الأمل بغدٍ أفضل لهم ولأسرهم ولوطنهم، فهذا طموح وحلم مشروع. وليس مهما أن كان البعض منهم غير طموحين أو متفائلين، فهذه ليست مشكلة، إنما المشكلة أن يحاول أولئك المحبطون نشر إحباطهم على الآخرين، فهناك فرق بين الطموح وبين تهبيط الهمم.. قرأت ذات يوم عبارة جميلة ومعبرة (لا أذكر من قالها)، تقول تلك العبارة.. إن الفرق بين الحالمين والمحبطين، أن المحبطين يرون الأمل بعيدا، بينما الحالمون يرون الأمل من بعيد. انزعوا نظارات التشاؤم، ولا تكونوا من المحبطين فتنكدوا حياتكم وحياة غيركم.. ولكم تحياتي