في كل صورة فساد تنقلها إلينا وسائل الإعلام الجديد لعمال المطاعم أضع يدي على قلبي.. وأقول: «حليلنا» كم نحن مساكين، بعد أن صرنا هدفاً لعمال المطاعم.. عودونا على الأكل الجاهز وشفطوا جيوبنا وعطلوا مطابخنا التي فصلنا دواليبها وشرينا أجهزتها بالآلاف!.. وفوق ذلك يدسون لنا المرض في غذائهم! هذه الصور والفيديوهات فاحت منها روائح المطاعم، وكشفت ما يدور خلف كواليسها، فهي تبين أن خلف هذه الكواليس عمالة متمرسة على غشنا واستهداف صحتنا، وما خفي أعظم مما نقلته الكاميرات إلينا.. لم تعد روائح المطاعم مزكمة فقط، بل باتت مميتة وقاتلة! ما رأيناه وما سنراه ما هو إلا «رأس جبل الجليد»، لقضية تشكل خطاً أحمر، وهي حرب موجهة من عمالة هدفها جمع المال بأي طريقة كانت ولو على حساب إتلاف صحة الناس.. يجب أن تعالج هذه القضية بخطة حازمة، فهذه المطاعم تحتاج إلى مراقبة دقيقة وحملات تفتيشية صارمة لا تكتفي فقط بغرامة زهيدة.. وبعض المغردين يقترح إيجاد كاميرات مراقبة لإعداد الغذاء ومراقبة من يقوم عليه.. كما نحتاج إلى إيجاد عقوبات تتناسب مع فظاعة الجرم، وإعلانها لتكون رادعة لكل من يقترف هذه الجريمة. قبل مدة كشفت دراسة حديثة قُدِمت لوزارة الشؤون البلدية تنص على عدم صلاحية العديد من المطاعم في السعودية بمختلف المناطق؛ بسبب إهمال النظافة والاعتماد على عمالة غير مدربة تحتاج منا وقفات ووقفات. وفي المقابل الذي نطالب فيه بمراقبة المطاعم وما يدور خلف دهاليزها، وسن عقوبات صارمة، لا ننسى أن الحل النهائي والأمثل لمواجهة فساد المطاعم يقع على عاتقنا، ويعتمد على وعينا، فهذه الدراسات واللقطات نذير صارخ يقول لنا: يا عالم ويا ناس «صحصحوا» من غفوتكم، وكفوا عن ارتياد المطاعم، ولتكن لحالات الضرورات القصوى.. ففي بيوتنا ما هو أجمل وألذ من تلكم المطاعم، وفي مطابخنا الأكل المضمون والنظيف.. فهل تفيق ضمائرنا بعد هذه المشاهد البشعة والصور المقززة للمطاعم، أم سنظل في غفوتنا وعندها لن نصحو إلا بأمراض تهز أبداننا، وتنهش صحتنا وعافيتنا؟!!.. وفي الأحداق يا وطني في القرآن الكريم أنعم الله على قريش بنعمتين عظيمتين كانوا يفتقدونهما في الجاهلية وهما الأمن والغذاء.. قال تعالى: «فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».. ونحن اليوم نتقلب في هاتين النعمتين، فلنحافظ عليهما.. فإذا كنت في نعمة فارعها.. فاستقرار وأمن الأوطان نعمة لا تقدر بثمن.. واليوم الوطني مناسبة نتذكر فيها أهمية الأمن في حياة الشعوب.. وتأمل كيف آل وضع الشعوب التي اختل أمنها، وأحوال الناس وأوضاعهم كفيل بأن يجعلنا نحمد الله أن حفظ بلادنا من تلك الفتن، وكفيل بأن يجعلنا نحافظ على استقرار هذه البلاد.. حفظ الله بلادنا وأدام عليها عزها ومجدها.