لا يزال الحرفي حسن الناصر متمسكا بممارسة الحدادة في ورشته بوسط مدينة المبرز، ولربما أصبح المواطن الوحيد الذي يمارس هذه الصناعة والتي أخذت تندثر يوما بعد يوم مع تطور الصناعات والمكائن والامكانات التقنية، بالرغم من ان صناعة الحدادة من المصنوعات التي تعتبر ركيزة أساسية من ركائز الأعمال والحرف اليدوية ولها أهميتها منذ عصور. ويقول الحرفي الناصر: ورثث هذه الصناعة من والدي والذي ورثها هو أيضاً من جدي حتي وصلت إلي وما زالت امارسها حتى يومنا هذا، وأضاف: إن هذا المكان كان مخصصاً لدكاكين الحدادين ويعج بالعمال السعوديين ومع مرور الوقت أخذت هذه الصناعة تندثر نظرا للتقدم في العمر، فمثل هذه الصناعة تعتمد على السندان والمطرقة وبالتالي تحتاج الى قوة البدن من اجل ممارستها حتى يخرج المنتج بشكل جيد. ونوه الحرفي الناصر إلى أن هذه الصناعة لم تتطور بشكل كبير ودخل عليها فقط حجر الجلخ (القراندر) لتبقى كما هي تخدم المزارعين في صناعة المحاش والسكاكين المختلفة، والواقع أنني أحرص على تعليم ابني 13 سنة في هذا المجال والذي فتح لي باب الرزق والشهرة ومنها مشاركتي في مهرجان الجنادرية ومهرجان قرية السدير وأبها ناهيك عن المهرجانات التي تقام في محافظة الاحساء، فتلك المهرجانات أعطتني الكثير منها الشهرة والتعرف على هذه الصناعة اليدوية، فالكثير من الناس يحب التعرف عليها. وكشف الناصر عن تخوفه الدائم من اندثار مثل هذه الصناعة مع مرور الزمن خصوصا أنها من الصناعات اليدوية التقليدية في محافظة الأحساء ومطالبا الجهات المعنية بالحفاظ على جميع الصناعات التقليدية. من جانبه أكد يوسف صالح الخميس وهو أحد المهتمين بالتراث، أن هذه الصناعات الحرفية تحتاج إلى تحرك عاجل من الجميع من أجل المحافظة عليها من الاندثار خاصة من جانب الهيئة العليا للسياحة وغيرها لا سيما وأن هذه الصناعات تعتبر مصدر رزق للكثير من الناس الذين تعلقوا بها، فعدم توافر البيئة الصحيحة للحرف اليدوية يشكل بالفعل خطرا حقيقيا عليها وبالتالي انقراضها، مبينا أن العلاقة بين الحرفيين والمختصين يجب أن تكون جيدة بمعنى أن الاهتمام بها يجب أن يكون حاضرا من خلال زيادة عدد المهرجانات للمشاركة وكذلك المناسبات المختلفة وتوافر أماكن لعرض المنتجات. ويشير عدد من الدراسات إلى أن الصناعات الحرفية تساعد على الحد من البطالة والاستفادة من كافة الموارد البشرية سواء الذكور أو الإناث الذين يستطيعون أداء بعض الأعمال في بيوتهم أو محيطهم البسيط كما يمكن لكبار السن والمعوقين وغيرهم المشاركة في العملية الإنتاجية في سكنهم، مما يعطي مصدراً للدخل، وذلك على اعتبار أن الأفراد العاملين فيها أهم مقوم للإنتاج كما أنها مجال للتصدير، إضافة إلى أن لها مردودا سياحيا.