على الرغم من ارتداء الأحساء ثوب المدنية والمعاصرة لحاقا بركب العصرنة والاندماج، إلا أن عطر الماضي لا يزال يفوح من أروقة الأسواق الشعبية منسجما مع خطوات التقدم التي تخطوها الواحة. فخمسون مبسطا شعبيا يحتضنها سوق النساء تمثل شهادة على عبق الماضي وجماله. هذا السوق النسائي العريق يقف صامدا بمعروضاته المحلية والتي تزخر بالتنوع والجودة، يشهد حضورا قويا من رواده وازدحاما لا يقل أهمية عن المجمعات التجارية الكبرى، يمكن لزواره شراء ما تصوغه الأيادي الناعمة من منتجات تقليدية، من أبرزها الأقط وصناعة البراقع والعبايات، وحبال الإبل، والحناء وغيرها من المنتجات الشعبية. وتؤكد أم نورة، إحدى البائعات بالسوق، أنها وباقي زميلاتها يوفرن الكثير من السلع، من بينها الملابس بأنواعها، إلى جانب قسم العطور والبخور، إضافة إلى المنتجات الشعبية الأخرى، أما أم ماجدة فأشادت بجهود الأمانة وفرع وزارة التجارة بتوطين السوق، حيث جميع أصحاب البسطات سعوديات، في حين أشارت أم مسفر إلى أن حركة السوق كموسم هو شهر رمضان المبارك وخصوصا عند قرب مناسبة القرقيعان، وكذلك الأعياد وأوقات مسابقات ومزاينات الإبل. من جانبها، نوهت أم محمد، إحدى البائعات، بأن موقع السوق جيد، لكنه غير مهيأ للتقلبات الجوية صيفا وشتاء، مطالبة الجهات ذات العلاقة بتكييف المحلات وتوسيع الممرات وصيانة شاملة لدورات المياه، مشيدة بوجود الحراسة للسوق على مدار الساعة. وتصنف البائعة أم بدر المتواجدات في المباسط بأنهن من الأسر المنتجة، حيث السلع المعروضة للبيع من صنع أيديهن كالأقط الذي يتم تصنيعه من مشتقات الحليب من الماعز والضأن، وكذلك السمن، والبراقع والعبايات البخور وبعض الملابس، وتتفق كل من أم مبخوت، وأم جابر، وأم عبدالله، وأم ناصر، وأم سعيد، على أن السوق يحتاج إلى التطوير لأنه يعتبر من المواقع السياحية، وإيجاد حل لمشكلة العمالة الوافدة التي تشاركهن في أرزاقهن. أم بدر تتحدث للمحرر (تصوير: ريان النصيب)