ما زال المقيم الباكستاني طارق محمود محمد رشيد المعروف ب (أبوفيصل) يمارس مهنته في خياطه الملابس النسائية منذ 28 عاما، والتي يعتبرها مصدر رزقه الذي استطاع من خلالها أن يؤمن مستقبل أسرته في باكستان. ويقول (أبو فيصل) كنت أمارس مهنة الخياطة في باكستان قبل أن أقدم للمملكة للعمل في عام 1989م، وعندما تزوجت كنت أخطط لتأمين مستقبل أسرتي في باكستان ببناء منزل الأحلام وتعليم الأبناء، ولقد تحقق هذا- بفصل الله- بعد عمل استمر لمدة 10 سنوات، كما ساعدني العمل في المملكة على تعليم ابنائي ومواصلة دراستهم بمدارس باكستان حيث يدرس الآن ابني الأكبر فيصل في كلية الهندسة الإنشائية وإن شاء الله يأتي للمملكة للعمل بها ويستطيع أن يؤمن مستقبله كما فعلت أنا هنا. ويضيف (أبوفيصل) إن كفيلي كان يعاملني كأخ له وهو الأمر الذي جعله لا يتردد يزيارة منزلي بباكستان أثناء تمتعي بإجازتي في إحدى السنوات، ولا أنسى معاملة الناس الطيبة هنا في السعودية التي تشجع المقيمين من جميع الجنسيات على مواصلة العمل في المملكة دون التفكير في الذهاب إلى أي دولة أخرى، لأن الله- سبحانه- يبارك في الرزق ويزيده. وعن إقبال الناس على محلات الخياطة يقول (أبوفيصل) إنه لم يعد كالسابق عندما بدأت العمل في هذه المهنة، حيث كان الإقبال كبيرا جدا خصوصا في أيام الأعياد وأتذكر أني كنت أسهر الليالي؛ نظرا للطلبات الكبيرة من الناس، وفي ظل انتشار محلات بيع الملابس الجاهزة خلال العشر السنوات الأخيرة بدأ العمل يقل تدريجيا وحتى آخر سنتين أصبح العمل في الخياطة النسائية ضعيفا وكذلك ارتفاع الإيجارات عن السابق.