منحت مملكة ماليزيا الأمين العام لرابطة العالم الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء د. محمد العيسى أعلى أوسمتها، وهو وسام الشرف الملكي المسمى (فارس الدولة)، بأعلى لقب يمنح لكبار الشخصيات التي قامت بجهود تاريخية تستحق تقدير مملكة ماليزيا وهو لقب (داتو سري)، الذي يضفي على حامله التقدير الاستثنائي والحصانة الكاملة داخل الأراضي الماليزية مدى الحياة، ويحمل هذا التكريم الشعور الماليزي الرسمي نحو علماء المملكة العربية السعودية، ولاسيما وماليزيا تعد في طلائع الدول الإسلامية في تطبيق قيم الوسطية والوئام والتعايش والتحضر. جاء ذلك بحسب المبررات التي أعطيت للشخصية المكرمة أثناء التكريم وهي تقدير جهوده في نشر الوسطية والتسامح الديني والحث على التعايش بين الأديان والثقافات ومحاربة التطرف والكراهية، حيث كان لإسهامات د. العيسى العالمية باسم الشعوب الإسلامية التي يوقد العيسى حاليًا رابطتها أثر واضح على سمعة أتباع الدين الإسلامي من المعتدلين، حيث استطلعت ماليزيا تلك الجهود في الداخل الإسلامي وخارجه وتفاعل الإعلامين الإسلامي والأجنبي معها. وقال د. العيسى: إن تكريمه في ماليزيا تقدير للاعتدال الشرعي والفكري الذي تعلمناه ونشأنا عليه في المملكة العربية السعودية. وأكد خلال إلقاء محاضرة عن الوسطية في معهد الوسطية التابع لمجلس الوزراء الماليزي، والذي وصف في نص التعريف بالمحاضر، أن التاريخ الإنساني مليء بالعظات والعبر لنتائج الصدام السلبي لأسباب دينية أو عرقية أو ثقافية، وأن وقائع الماضي يجب نسيانها والأمة الحكيمة تعمل لمستقبلها ولا تلتفت وراءها، وأن التخلف يكمن في الصدام على حساب ذلك كله، ومن أجل هذا كان من أعظم قواعد الشريعة الإسلامية قواعد الأولويات والترتيب بين المصالح والمفاسد، وليست هذه هي البراغماتية السلبية كما يتصور البعض بل هي انسياق وراء المصلحة الأخلاقية بعكس تلك البراغماتية التي لا تُعير للأخلاق قيمة في سبيل تحقيق مصلحتها المادية.
