أعلن مدير عام جمرك محافظة الجبيل، عبداللطيف الحماد، بدء العمل بنظام النافذة الواحدة «الخدمة الشاملة» من خلال المبنى الجديد الذي تم الانتقال له مؤخرا، وذلك في إطار التخلص من الورق وفق الجهود المبذولة لإنهاء الأعمال الجمركية الكترونيا. وقال الحماد خلال حواره مع «اليوم»: إن المجمعات الصناعية لها اهتمام خاص وتسهيلات مختلفة من ناحية الموثوقية، مشيدا بجهود الموانئ بزيادة عدد الخطوط الملاحية؛ مما انعكس على زيادة الصادرات والواردات. وأضاف: إن الجمارك السعودية تؤدي دورا كبيرا في حماية الاقتصاد الوطني من خلال التصدّي للغش والتقليد، مشيرا الى أهمية مكاتب التخليص الجمركية التي تعتبر جسرا بين الجمارك والمستوردين والمصدرين. ■ ما الجديد في الخدمات الالكترونية التي تعملون بها لإنهاء الإجراءات الجمركية؟ * بدأنا العمل بنظام النافذة الواحدة «الخدمة الشاملة»، من خلال المبنى الجديد الذي تم الانتقال له مؤخرا، ونحن في طور التخلص من الورق وفق الجهود المبذولة لإنهاء أعمالنا الكترونيا، ونطمح لأن ينهي المستثمر عمله من مكتبه دون الحضور لمكتبنا، وحاليا تم اختصار مرفقات الاستيراد الى خمسة مستندات ترفق بالمعاملة، والتصدير الى ثلاثة مستندات، كما أننا في طور عمل مسار خط سير لأي معاملة تتيح للجميع معرفة موقع المعاملة، ويكون مفتوحا أمام المراجع ليعلم سبب تأخرها، ومتطلبات استكمالها، وهذا مما يسهل الإجراءات وسرعة الإنجاز للمخلصين والمستوردين. ■ وما العقبات التي تواجهكم؟ * جهل البعض بعمل الجمارك والمتطلبات؛ مما يتسبب في التأخير، ولكننا في مرحلة إفساح البضائع الصادرة والواردة بحيث يتم الانتهاء قبل أربعة وعشرين ساعة، ورؤيتنا الجديدة تسريع الإجراءات وانسياب البضائع وخروجها ودخولها دون تأخر، وتذليل أي عقبات تمثل تكلفة على البضائع ونحن نسعى من جهتنا إلى تحدي العقبات وألا تكون من الجمارك. ■ كيف يتم التنسيق مع الجهات التي لكم علاقة بها؟ * الجمارك لها علاقات بجهات كثيرة من ناحية قيود أمنية وصحية وتجارية وحكومية وأخرى كثيرة متنوعة، ونحن نسعي لإنهاء القيود والإجراءات قبل وصول البضاعة وإنهاء الإجراءات كاملة لتكون جاهزة بمجرد وصولها أرض البحر المخصصة لوقوف السفينة، ولكن أحيانا يتسبب التأخير بعدم وصول بضاعة عميل لم يتم إنهاء جميع الإجراءات المطلوبة وإنهاء قيدها. ■ ما التسهيلات التي يتم تقديمها للمصانع؟ * للمصانع تسهيلات خاصة في التصدير والاستيراد، وفي مقدمة ذلك الموثوقية، لأننا نتعامل مع شركات عالمية تعرف الأنظمة وحريصة على سمعتها ومنتجاتها، ونكتفي باختيار بعض العشوائيات من المصانع المعروفة للتأكد، فمثلا إذا كانت هناك 200 حاوية صادرة من مصنع فذلك يتم من خلال فحص 3 حاويات عشوائيا، وعندما يكون هناك صنف واحد يتم اختيار نسبة معينة عشوائية والتأكد منها، وكما ذكرت تختلف من جهة الى أخرى، أما إذا كان خلاف ذلك فيتم التأكيد عليها جميعها في التصدير والاستيراد. ■ وكيف تعملون على الحد من الغش التجاري؟ * ذلك من أولى مهامنا لحماية الاقتصاد الوطني، ونحرص على التعاون مع وزارة التجارة والمختبرات الخاصة وهيئة المواصفات والمقاييس، ولا نسمح بدخول بضائع إلا بعد أن تختبر من جهات مصدرة ومعتمدة أو ترسل للاختبار، ويشمل ذلك الملابس والأجهزة الكهربائية، ولا نسمح بدخول بضائع خاصة بالاستهلاك، وبالذات صحة المواطنين إلا بعد دخولها للمختبرات الخاصة ومختبرات الجودة والنوعية والمواصفات والمقاييس وهيئة الغذاء والدواء للتأكد من صلاحيتها، وهذه الجهات نعمل معها بتكامل ونرسل لها ونأخذ منها المناسب والمسموح به، وغير المناسب يعاد تصديره إذا لم يكن مطابقا للموصفات أو له ضرر على المواطنين وقد سبق ووصل المنافذ الجمركية ملابس ضارة بالجسم ومسرطنة وتم رفضها وإعادة تصديرها وإبلاغنا باسم الشركة، وهناك تعاون وتبادل للمعلومات مع مختلف المنافذ الجمركية. وبالنسبة للسلع المقلدة، فالعمل فيها لا يقل أهمية عن الغش التجاري، وتحتل الجمارك السعودية مكانة مرموقة في التصدي لمثل هذه السلع، ويتم التأكد من البضائع ومن وكيلها أو مكتب المحاماة للوكيل، ونتصدى لأي بضاعة لا تحمل دلالة المنشأ بشكل واضح ومثبت بصورة واضحة على نفس البضاعة. ■ ما دوركم في تهريب الممنوعات؟ * نبذل قصارى جهدنا ولدينا جهاز يكشف على جميع الواردات بنسبة 100% على البضائع، للتأكد من عدم وجود تهريب ممنوعات، وأحيانا يتم طلب الكلاب البوليسية من مطار الملك فهد في حال الاشتباه، وجمرك الجبيل ليس مستهدفا بالتهريب لوضوح الصادرات والاستيراد؛ كون المتعاملون أغلبهم مصانع وشركات كبيرة يخافون على اسمهم وسمعتهم، ونحن يقظون ومترقبون وحريصون على التعاون المستمر مع الجهات المختصة، وهناك تعاون في شتى المجالات وخاصة تبادل الخبرات سواء من الدمام أو مطار الملك فهد، وكل ما يهم المصلحة الجمركية. ■ كم تبلغ نسبة السعودة لديكم؟ * جميع الكادر سعودي، ولا يوجد أجانب نهائيا إلا في عقود الصيانة. ■ وهل هناك قسم نسائي خاص بالأعمال الجمركية؟ * نعم، في جمرك الجبيل لدينا قسم نسائي مكلف بأعمال التدقيق والترحيل على البيانات بعد الفسح، وبعد انتهاء الإجراءات، وتم تعيين قسم النساء بعيدا عن المراجعين، وهن دقيقات وأفضل في الملاحظة من الرجال. ■ هل لرجال الأعمال بالمنطقة الشرقية تسهيلات بميناء الجبيل؟ * نحرص على توثيق التعاون مع الجميع وخاصة القطاع الخاص، والتسهيلات والإجراءات واحدة، لكن الميزة أنها أقل ازدحاما، ونحن نعتبر الأفضل من ناحية الوقت والرسوم تعتبر رمزية مقارنة بالدول الأخرى بقدر 5%، وهي نسبة ضئيلة جدا، بالإضافة إلى أن لدينا إعفاء لدول عربية واتفاقيات مع دول مثل سنغافورة، كما توجد اتفاقيات ثنائية تعفي من الرسوم الضئيلة. ■ كيف يتم التعاون مع المخلصين الجمركيين؟ * المخلصون الجمركيون شركاء معنا، ونحن نسعى لتطويرهم وتنظيمهم ولهم دورات تدريبية مخصصة بالمعهد الجمركي، وأي إجراء جديد أو تحديث في النظام يتم تبليغهم أولا بأول قبل التجار؛ لأنهم الذين يمثلون أولئك التجار، فهم حلقة الوصل بيننا والمستوردين والمصدرين. * كم عدد المخلصين المعتمدين لديكم؟ هناك أكثر من 20 مكتبا يؤدون دورا وجهدا يشكرون عليه. ■ وهل هناك رسوم تتحملها الدولة؟ وما هو دور الجمارك؟ * في حال استيراد المصانع لبضائع مثل قطع الغيار أو الآلات أو المعدات يتم التقدم لوزارة الصناعة، ويتم ذكر عدد الاحتياجات، وبناء عليه تعطى إعفاء، وفي حال كان المنتج غير موجود ولا ينتج بالبلد يتم تحمل نسبة من الرسوم، والجمارك ليس لها علاقة بذلك. ■ ما خططكم المستقبلية؟ * أن نكون الأفضل دائما، إذ علينا مسؤولية كبيرة في عملنا الذي نجتهد لتنفيذه بكل دقة، ونطمح لأن يكون فسح البضائع أسرع، ومنع الممنوع والمقيد بالكامل. التدريب يحد من خداع ضعاف النفوس للجمارك أكد مدير جمرك محافظة الجبيل، عبد اللطيف الحماد، أن بعض ضعاف النفوس يلجؤون الى ابتكارات وخداع، ما يتطلب فعالية التدريب وزيادة الخبرات في العمل الجمركي، مبينا أن للجمارك معهدا جمركيا رئيسيا في الرياض يتم من خلاله تدريب الموظفين والموظفات، وله فروع في جدةوالدمام والشمال والبطحاء. وقال الحماد: إن أغلب المنافذ الجمركية لها مقر مؤقت لإيضاح ما يجب، والتدريب مستمر لأن الجمارك تسعى لتدريب الموظف على مختلف الأعمال ومتابعة كل جديد، مما يجب معه على موظف الجمرك أن يكون عارفا ومطلعا على الذي يدور في العالم من ناحية التجارة والاستيراد والتصدير، وذلك يعتبر تنمية للحاسة الجمركية لدى الموظف، كما يفترض أن تكون لديه خلفية وشفافية وإحساس بالعمل أكثر من الروتين الذي اعتاد عليه. عبداللطيف الحماد دراسات عديدة، وخبرات واسعة في مجال العمل الجمركي انتهت بالحماد مديرا عاما لجمرك محافظة الجبيل كاستحقاق عملي وعلمي من واقع قدرات مميزة في إدارة العمل الجمركي بالدرجة الأولى. الحماد تخرج في جامعة الملك فيصل، تخصص إدارة مشاريع، وأعقبه بدبلوم إدارة جمركية فوق الجامعي من معهد الإدارة العامة، والتحق بدورات جمركية تدريبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومنظمة الجمارك العالمية، كما أنه محاضر لدورات جمركية تدريبية، وحضر عددا من المنتديات والمؤتمرات، داخليا وخارجيا، وتدرج وظيفيا خلال ذلك الى أن استقر في جمرك الجبيل. الحماد خلال حواره مع اليوم (تصوير: حمود الشمر
