منذ أن تفتحت عيناي على الفن وأنا أرى تلك اللوحات التي ما زالت عالقة في ذاكرتي لكثير من الفنانين، من أهمهم: الفنان عبدالله المحرقي، والفنان عباس الموسوي من البحرين، والفنان عبدالرسول سلمان والفنان جاسم بوحمد من الكويت، والفنان جاسم زيني من قطر، والفنان عبدالرحيم سالم من الإمارات، والفنانة صفية بنت زقر والفنان عبدالحليم رضوي والفنان سعد العبيد والفنان عبدالله الشلتي من السعودية، وغيرهم الكثير من الفنانين المميزين ببصماتهم الفنية. أصبح الفن بالنسبة لكل فنان هوية، وأصبح الجمهور يعرف ويميز تجربة كل فنان بمجرد الوقوف أمام أي عمل دون معرفة اسم الفنان، كنا نتلمس التجارب الفنية ونتابع تطورها، ونبحث عن سر جمالها، وهنا قد أخص الفنان طه صبان الفنان الذي أسس لنفسه مدرسة فنية تميزه دون سواه، ونهلنا من تجاربه، وتعلمنا من كرم أخلاقه، وها هو اليوم يقدم لنا نموذجا جميلا من التزامه بمدرسته، لم يتخل عنها منذ سنوات طويلة، لكنه لم يتوقف عند لون واحد، بل استمر في تطوير تجربته وساهم في تطوير التجارب الشبابية. منذ أكثر من عشر سنوات مضت وأنا وغيري نتابع باهتمام ذلك النمو السريع للفن التشكيلي المحلي، ونتابع تلك الظاهرة المتزايد في عدد الفنانين والفنانات، وتلك الهوية الغائبة عنهم في تجاربهم الفنية، وخلال متابعة متأنية نجد أن الكثير من فناني الجيل الحالي يبحثون عن ما يطلبه المشاهدون، وأتذكر تلك البرامج التي كنا نشاهدها منذ زمن بعيد، حيث يُطلب من الضيف ما يطلبه المشاهدون، وهو يلبي طلباتهم ليرضيهم، قليل من كون لنفسه أسلوبا أو نهجا وعمل عليه، قليل من وضع لنفسه مشروعا وعمل عليه لسنوات، قليل من وضع لنفسه خارطة طريق ليصل لما يريد الوصول إليه، في كل معرض تجد للفنان أسلوبا مختلفا عما سبقه، وطريقة مختلفة عما سبقتها، ولسنوات يستمر هذا التنوع، ولا نعرف إن كان هذا الفنان هو نفسه ذلك الفنان الذي شاهدنا أعماله سابقا أم لا، الكثير يعمل حسب العرض والطلب، والكثير يعمل حسب عنوان المعرض والمسابقة. على العكس تماما في السابق، لا يعمل الفنان من أجل إرضاء الجمهور، ولا بحسب البحث عن المسابقات، بل كان الفنان يقدم تجربته الفنية، ويُقيم حسب تجربته الفنية، ويستمر في تجربته مع التطوير، حتى أصبح كل فنان يُعرف من خلال أعماله. أملي كبير في جيل الشباب الطموح أن يضع كل فنان لنفسه هدفا يصل إليه، وخارطة طريق يصل بها لما هو أفضل لصقل تجربته الفنية.