ليس صحيحا أنه عندما ننتقد الفضائيات الشعرية ونكتب عن بعض سلبياتها أننا نقف ضدها أو ضد القائمين عليها، فمخطئ من يعتقد أننا نسير في هذا الاتجاه، أو نتبناه في ما نطرح بخصوص قنوات فضائية شعرية كان مؤملا منها أن تشكل اضافة مهمة وتكون رافدا قويا للأدب الشعبي بشكل عام والشعر بشكل خاص، قبل أن نكتشف العكس لاحقا. سنوات وتلك القنوات تدار بنفس الطريقة والتوجه دون أي تقدم يذكر، بل ربما تراجعت إلى الأسوأ في ظل ما نراه يقدم عبر شاشاتها بين وقت وآخر. وحقيقة أن البعض يعتقد أننا ضد القنوات الشعرية ونترصد أخطاءها بشكل أو بآخر ونحرص على إبراز عيوبها من خلال ما نطرح، وايضا من خلال توجيه الأسئلة لبعض ضيوفنا حول آرائهم تجاه ما تقدمه تلك الفضائيات من برامج لم تستطع معها أن تضيف للشعر والشعراء ما كان متوقعا منها أبدا، وهذا كلام مردود عليه. فهناك شبه إجماع حول هذه الفضائيات تهتم بالابل والشعير اكثر من اهتمامها بالشعر، رغم انها تحرص على تقديم نفسها للمشاهد كقناة شعرية. قنوات شعر أغلقت خلال الفترات الماضية وقنوات قد تلحقها قريبا ولا غرابة، وقنوات تحاول أن تظل صامدة أطول فترة ممكنة، وقد نسمع في القريب العاجل عن «ربيع» يجتاح القنوات الشعرية، فإما الإغلاق أو تغييرًا شاملًا في توجّهها من قناة مختصة بالشعر إلى أي شيء آخر كما حدث لقناة المختلف قبل سنوات حينما تحولت من قناة شعرية إلى قناة سياسية! نحن لا نترصد الأخطاء بل نسعى لتصحيح مسار تلك الفضائيات المحسوبة على الشعر والموروث بعد أن فاجأتنا بواقعها الذي لا يسر محبي الشعر الشعبي، وما آراء الغالبية العظمى من ضيوف «في وهجير» إلا تأكيد على أن تلك الفضائيات لم تصل بعد إلى المرحلة التي نستطيع أن نقول فيها إنها تفوقت واستطاعت تقديم ما هو مطلوب منها بالشكل المأمول.