يفكر الكثير من الآباء في تحقيق الترفيه والترويح عن أطفالهم بالذهاب بهم إلى المراكز التجارية والملاهي ومراكز الألعاب لكي يحققوا لهم الفرح والمتعة، حيث يؤكدون أن فكرة العبث في الممتلكات العامة وتشويه المنظر العام من الظواهر التي يرفضها مجتمعنا ولكن البعض يهوى ويستمتع بذلك العبث الذي من شأنه إفساد ما تم وضعه لخدمته هو أولا ثم الآخرين وذلك لما يعانيه من قلة الوعي في ظل الحملات التوعوية والإرشادية التي تؤكد أهمية الحفاظ على هذه الممتلكات والخدمات، وان إنشاء الحدائق العامة داخل الأحياء وتجهيزها بالألعاب المختلفة التي تستهوي الأطفال اختصرت المسافات الطويلة للوصول إلى المراكز وملاهي الأطفال ووفرت المال الذي يمكن صرفه على الألعاب داخل هذه المراكز . في البداية يقول مدير الإعلام والعلاقات العامة بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أننا لازلنا نعاني من الذين يعبثون في هذه الحدائق سواء بتكسير الألعاب أو الجلسات أو حتى قطع الأشجار وممارسة بعض التصرفات كالشوي على المسطحات الخضراء وغير ذلك مما يشوه المنظر العام لهذه الحدائق مشيرا إلى أن هناك متابعة ومراقبة مستمرة لتلك المواقع بناء على توجيهات أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد الذي وجه بمتابعتها والقبض على كل من يمارس العبث بها أو بغيرها من ممتلكات الوطن وإحالته للمحاكمة الشرعية وأن هناك رقم 940 وضع لتواصل مع المواطنين في حالة تعرضهم للإزعاج و التبليغ عن من يقوم بإتلاف محتويات تلك الحدائق مضيفا أن تلك المشكلة لن تحلها الجهات البلدية وحدها، بل تحتاج إلى جهد جماعي تشارك فيه جهات أخرى كالتربية والتعليم، وذلك من خلال تضمين مناهج التربية الوطنية شرحاً لأبعاد تلك المشكلة وتوعية الأجيال القادمة بأهمية المحافظة على تلك المُنجزات باعتبارها ثروة وطنية يجب المحافظة عليها، لتستفيد منها الأجيال القادمة، كذلك وسائل الإعلام من إذاعة وتليفزيون وصحافة، فيمكنها المشاركة في التوعية بتوضيح البعد الوطني للمحافظة على هذه الأماكن، وتبقى في النهاية مسئولية هيئات المجتمع الأهلية من أندية رياضية وجمعيات خيرية ومراكز أحياء وكذا الهيئات الدينية من مساجد وغيرها عن مراعاة هذا الجانب في برامجهم التوعوية وأن الأمانة قد خصصت رقماً للتواصل والتبليغ عن أي أعمال عبث أو تخريب، فُيرجى ممن يطلع على أي من هذه المخالفات الاتصال بالأمانة على الرقم (940)، مجاناً وعلى مدار الساعة . مؤكد أن جدول حصر الخسائر المادية الناجمة عن أعمال التخريب بمرافق الأمانة شهريا بلغت 258 ألف ريال تشمل تخريب ألعاب الأطفال المنوعة وشبكات الري والمظلات ومقاعد الجلوس وغرف الحراسة ودورات المياه وأعمدة الإنارة والكتابة على الجدران وتخريب الأسوار واللوحات الإرشادية ، مؤكدا أنه يوجد الآن ما يقارب 300 حديقة في حاضرة الدمام والظهران والخبر والقطيف تم تجهيز250 حديقة منها لسكان الحي و الزوار بكامل الخدمات من دورات مياه والألعاب وجلسات ومسطحات خضراء وملاعب خاصة لكرة القدم والسلة ، وان عدد الحدائق بشكل عام بالمنطقة الشرقية بلغ نحو 540 حديقة ، وقال الصفيان :إن أمانة الشرقية تدرس الآن السماح بفتح كشك في كل حديقة لبيع ما يحتاجه مرتادو هذه الحدائق بناء على مقترحات بعض المواطنين بوجودها وأيضا توفير الألعاب المناسبة بذوي الاحتياجات الخاصة ، مضيفا أن الأمانة ترحب بكل اقتراح أو فكره من شأنها النهوض بهذه الخدمات سواء من خلال تقديم البرامج الترفيهية أو الأنشطة أو حتى تطوير هذه الحدائق داعيا في الوقت نفسه المواطنين إلى التعاون والوقوف إلى جانب الأمانة في التصدي لمن يحاول العبث بهذه الحدائق التي أنشئت لتحقيق الراحة والرفاهية لكل من يزورها . قربها من الأحياء السكنية يمثل راحة للمواطنين في البداية يؤكد سالم القحطاني أحد سكان مدينة الدمام أن إنشاء هذه الحدائق كان فكرة صائبة وناجحة حيث انها قريبة من المنازل ويتوفر فيها ما يمتع الأطفال مشيرا إلى أنها لا تكلف ماديا ولا تحتاج إلى حسابات عندما تفكر في ترفيه الأطفال وتحقيق المتعة لهم . بعض الايدي تعبث بمرافق الحديقة تتميز هذه الحدائق بوجودها داخل الحي وقربها من الاسكان حيث لا يصعب على المواطن الذهاب إليها أو حتى أن يكون هناك خوف على المنزل من السرقة عندما يغادره وذلك لقربها من المنزل الذي سوف يكون تحت ناظريه ، ويستكمل الحوار فهد العبد الله قائلا : ان الحدائق داخل الأحياء السكنية تمثل راحة كبيرة لنا عندما نخرج من المنزل بالعائلة والأبناء للترفيه أو حتى الجلوس لقضاء وقت ممتع مع العائلة ، حيث يكون المنزل والسيارة أمام عيني دون خوف أو قلق ، ويرى المواطن "عبد الله الاحمري" أحد سكان مدينة الدمام أن الحدائق تخدم النساء الحوامل حيث تستطيع المرأة الذهاب للحديقة والتمتع بالمشي بدلا من الذهاب إلى الكورنيش أو غيره لكي تمارس رياضة المشي التي تحتاج إليها النساء أثناء فترة الحمل . أخصائية : ساهمت بتكوين الصداقات لأطفال الحي يبحث الأطفال دائما عن الأصدقاء والترفيه والمتعة ، ولكن نظرا لكثرة انشغال الأب ومسؤوليات الأم لا يكون هناك الوقت الكافي لتحقيق رغبة الأطفال في تكوين الصداقات والترفيه اليومي، ولكن هذه الحدائق جاءت لتساهم بشكل كبير في تكوين الصداقات . حديقة مهيأة لزوار الحي تؤكد الأخصائية الاجتماعية فوزية الشهري ل"اليوم" أن هذه الحدائق سوف تساهم وبشكل كبير في تكوين الصداقات بين أطفال الحي والتعرف على بعضهم البعض مشيرة إلى أنه كان من الصعب على الأطفال التعرف على أقرانهم من أبناء الجيران قبل إنشائها بسبب عدم توفر المكان المناسب الذي يجمعهم والآن أعتقد أنه أصبح من السهل ربط تلك العلاقات دون خوف أو قلق على الأطفال بحكم قربها من المنزل ووجودها تحت أنظار أولياء الأمور . ضرورة وجود أكشاك لخدمة العائلات يقول سامر العلياني أحد سكان غرب الدمام : ان وجود كشكات لبيع ما تحتاجه العائلات والأطفال ضروري لكي يخدم الزوار وأيضا وجود دورات مياه مستقلة عن دورات مياه المسجد وأن يتم وضع مراقب يتابع هذه الخدمات ويشرف عليها للحفاظ على سلامتها مشيرا إلى انه يجب على كل مواطن أن يسعى للحفاظ على هذه الحدائق وعدم السماح بتشويهها أو العبث فيها وتوجيه العائلات والأطفال بأن يحافظوا على هذا المكان الذي أنشىء لهم ولترفيههم. فعندما تشاهد أحد الأطفال أو المراهقين يعبث بمرافق الحديقة يجب نهره لان هذه الحدائق لخدمة كل الناس. مطالب بدورات مياه مستقلة وأشار أحد المواطنين "فهد الدوسري" الى ان هذه الحدائق أنشئت بعد تفكير طويل ودراسات دقيقة لتحقق الهدف المرجو من إنشائها لخدمة الزوار وسكان الأحياء ،حيث تم رصفها وزراعتها وتهيئة الجلسات الخاصة وأيضا توفير الألعاب المتنوعة والملاعب التي تحقق المتعة لمرتاديها والتي تم التركيز في إنشائها بأن تكون بالقرب من المساجد داخل الأحياء لتوفر دورات المياه والمصلى للرجال والنساء التي تخدم من يرتادها ، في الوقت الذي طالب فيه عدد من المواطنين بتوفير بعض الخدمات الأخرى مثل كشكات لبيع ما يحتاجه مرتادو هذه الحدائق ودورات مياه مستقلة عن دورات مياه المسجد القريب منها حتى لا يعاني زوار هذه الحدائق وتكون الدورات مفتوحة طوال الوقت .
