مشروع ثقافي وسياحي في آن أقيم بتوجيه من محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي حيث تقرر افتتاحه قبل أشهر بشكل مؤقت وبشكل جزئي لمشروع أرض الحضارات السياحي والثقافي بجبل قارة التابع للمحافظة، وقد أتيح للسياح والزوار من داخل المحافظة وخارجها الاطلاع على هذا المشروع والالمام بأبعاده الحيوية الهامة ونتائج الدراسات الجيولوجية والمعلومات التي عكف عليها الفريق البحثي بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران. ويمكن القول: إن المعلومات والدراسات التي عرضت بطريقة احترافية خلال التعرف على مسارات المغارات في هذا الجبل الشهير لها أهميتها المعرفية في تثقيف السائحين والزوار، الذين اطلعوا على هذا المشروع السياحي حيث تبين أن من أبرز المعلومات الخاصة بهذا الصرح السياحي والثقافي أنه جزء لا يتجزأ من هضبة «شدقم»، وهو عبارة عن قارة «مركبة» ان صح التعبير تتكون من صخور رسوبية عمرها يمتد الى 23 مليون سنة تقريبا. القراءات المستفيضة لحركة القارات وصفائح القارات الأرضية عبر التاريخ تؤكد أن العمر التاريخي لهذا الصرح ربما يمتد الى أكثر من 200 مليون عام حتى العصر الحاضر، والشكل المتوقع للصفائح الأرضية في القارات «الأرض» ربط بشكل جذري بتلك المعلومات التي تؤكد صحة نظرية الانحراف القاري في هذا المعلم التاريخي الذي يعد بالفعل من أهم المعالم السياحية والثقافية بمحافظة الأحساء. وقد ثبت من تلك المعلومات الجيولوجية الهامة كما أكد ذلك أحد العلماء الأوروبيين وجود التشابه الكبير لحدود القارات مع بعضها البعض، وقد توصل هذا العالم الى نظرية الانحراف القاري التي تشير الى تلاحم وتلاصق القارات في يوم من الأيام قبل أن تنفصل عن بعضها، وهذه معلومة استند عليها العلماء في اثبات حركة ودوران الأرض كما تؤكد على ذلك جملة من الدراسات العلمية العالمية. ما أردت الوصول اليه هنا بعد هذه الديباجة أن هذا المشروع السياحي الثقافي الهام يجب أن يتحول الى معرض دائم في موقع الجبل ليؤمه الزوار والسائحون من داخل المحافظة وخارجها لا سيما من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي، وقد حققت الأيام التي افتتح فيها المشروع اقبالا ملحوظا من قبل أولئك الزوار والسياح بما يدعو للقول بأن افتتاحه المؤقت يجب أن يتحول الى افتتاح دائم طوال العام. جبل قارة معلم مهم من أهم معالم المحافظة، وقد تحسنت أوضاعه كثيرا بعد ادخال سلسلة من الاصلاحات عليه، وأظن أن مشروع أرض الحضارات في هذا الموقع يعد اضافة سياحية وثقافية هامة سوف تؤدي الى زيادة الاهتمام بهذا المعلم كمركز جذب سياحي هام، لا سيما أن المشروع بكل تفاصيله وجزئياته يعد بالفعل اضافة معلوماتية لكل من يرغب في زيارة هذا المعلم والاطلاع على أسراره العلمية المتعددة. محافظة الأحساء في الوقت الحاضر تشهد مجموعة من الأفكار والانجازات السياحية التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة، ويجب أن يتحول هذا المشروع الى أحد الاهتمامات الكثيرة التي توليها الهيئة لمحافظة الأحساء، وأظن أن هذه المحافظة سوف تتحول في القريب المنظور الى وجهة سياحية وثقافية هامة تهم سكان المحافظة وبقية محافظات ومناطق المملكة ودول الخليج العربية. مشروع «أرض الحضارات» يمثل منطلقا هاما من المنطلقات السياحية والثقافية بالمحافظة، ولابد أن يتحول الى جزء حيوي في جسد السياحة في المحافظة، فلا يهم الزوار والسياح الوقوف على مغارات وكهوف جبل القارة بقدر اهتمامهم التعرف الى عمره الثقافي الذي يحمل الكثير من المعلومات المعرفية التي لا شك في أنها سوف تضيف رصيدا معرفيا جديدا الى الأرصدة المعرفية التي يتمتع بها أولئك الزوار والسياح.