هناك شخصيات مضيئة في حياة الدول.. هناك رواد في المجتمع.. هناك قادة مجتمع تكرمهم الدول.. هناك أصحاب عطاء لا ينساهم المجتمع.. أن تجد فردا يحوز على كل تلك المستويات.. فهذا يعني أنه عطاء لا يتوقف.. يرتقي ليكون من المصلحين.. بحيازته لهذا الشرف يتم الغاء الأسئلة.. الأجوبة مطروحة دون أسئلة.. تظهر بالقول والفعل.. الصّيت بأعمال الخير يختزل الكثير.. مستوى رقي الفرد يتحقق بالعطاء كمّاً وكيفاً. في حياتي وبمناسبة اليوم الوطني (86).. أتذكر شخصيات أعرفها.. وأخرى سمعت عنها وقرأت.. بين هذه الشخصيات عامل مشترك واحد.. عامل المكانة التي يحتلون.. يجمعهم ويرتقي بهم.... مكانة يصنعونها بعمل الخير وفعله.. هم جملة إنسانية.. ينساق خلفها الشوق والحب.. شخصيات أشبه بفوح العطر الجاذب للجميع.. الدعاء لهم اعتراف بالفضل. الوعاء الحافظ والحامل لتلك الشخصيات هو العامل الإنساني.. نسمع ونعرف عن أسماء عالمية قهرت الإنسانية.. بالمقابل نعرف ونسمع عن أسماء ساعدت الإنسانية.. الأسماء التي قهرت الإنسانية حولها أدوات تنفذ أعمالها السلبية.. الأسماء التي ساعدت الإنسانية حولها أدوات تنفذ أعمالها الإيجابية.. متى يسود فعل الخير؟! متى يسود فعل الشر؟! ولماذا؟! شخصيات أهل الخير منبع للقيم الإنسانية.. سأتحدث في هذا المقال عن شخصية وطنية.. فعل الخير هدفها.. جعلته منهجا وفلسفة لحياتها.. شخصية احتلت مكانة لدى الأفراد.. والمجتمع.. والدولة.. والعالم.. شخصية سعودية حياتها مسيرة خير وعطاء.. ترفض المستحيل.. تحركها مكارم الأخلاق.. شخصية متعددة النشاط.. متنوعة الاهتمام.. واضحة الرؤية وملهمة. شخصية عاشت وفرة الإمكانيات والعناية.. لكن الاهتمام بالآخر كان جزءا من تربيتها.. هو ابن عائلة تجارية مثقفة.. استطاعت صياغة شخصيته بحرفية.. لتصبح صاحبة رسالة إنسانية.. حقق ثراء المال والمعرفة.. حقق بهما ثراء الاهتمام بالإنسان.. أصبحت حياته رسالة خير.. عقيدة وفلسفة لم تأت من فراغ.. مؤشرات نقطفها لصالح سيرته العطرة.. مؤشرات توحي وتقول. درست هذه الشخصية بالجامعة الأمريكية في لبنان.. درس أيضا بأمريكا.. رحلة دراسية وسعت مفاهيم تربوية جميلة كان يحملها.. تعلم من الآخر.. أعجبته أعمالهم الإنسانية.. الملاحظة لا تأتي من فراغ.. لكن لها بالنفس المعطاء جذورا.. نقل إلى مجتمعه السعودي حراك وأعمال القيم الإنسانية الحضارية.. هل عرفتموه؟! أسرد لكم ما تعرفون.. تشكرون وتثنون.. أطالب بتكريمه على أعلى المستويات. بعض من أعماله ونشاطه.. تعطي الحق لأهل الحق.. تعترف بالفضل لأهله.. عُرف بأعمال الخير.. أعمال تستند على البرامج الموجهة لخدمة المجتمع.. بدأ عام (1982).. بالاتصال بأطباء كبار داخل المملكة وخارجها.. الهدف تكوين نادٍ للسكر متخصص بأمراض الغدد الصماء.. جاء النجاح.. تحقق بالجهد المستمر.. بالمثابرة والإصرار.. بقلب يحمل إرادة قوية وهمّة إدارية حازمة واعية.. النتيجة تأسيس النّادي بالمنطقة الشرقية. بدأ النّادي يكبر.. توسع.. ضّم العشرات من المتخصصين في السكري.. في أمراض الغدد الصّماء.. عمل دورات تثقيفية للعاملين في المجال الصحي.. أيضا في رعاية مرضى السكري.. كنتيجة تكونت الفرق التثقيفية بمستشفيات المنطقة الشرقية.. كان التوسع هدفا تحقق.. استمرت طلبات الفرق الطبية.. امتدت طلبات التوسع.. تحقق التنسيق مع جمعيات عالمية متخصصة في أمراض السكر والغدد الصماء. توسع نادي السكري.. تغيرت وتحسنت برامجه.. أفضت إلى تأسيس جمعية متخصصة.. تضم لجنة استشارية عالمية.. تضم الاتحاد الدولي للسكر.. والجمعية الأمريكية للسكر.. والجمعية الأوروبية.. واخصائيين دوليين ومحليين.. تبعها إنجازات تضمنت منطقة الشرق الأوسط. قاد المسيرة بثبات وجهد.. لم يتوقف.. كنتيجة تم تسجيل الجمعية.. كانت الأولى في المملكة ضمن الاتحاد الدولي للسكر.. استمرت مسيرة النجاح.. أقامت مؤتمرات دولية داخل المملكة بجانب ورش تدريبية متخصصة.. تكونت لجان متخصصة علمية وتثقيفية ضمن كيان الجمعية.. الهدف خدمة الانسان.. تسهيل حياته.. توفير المعلومة للمحتاجين من المواطنين.. يعانون أمراض السكر بكل تشعباتها.. من الغذاء إلى الدواء.. إلى العناية والإرشاد.. إلى التثقيف الصحي المطلوب. هو الشيخ عبدالعزيز بن علي التركي.. رحلة خير مع الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء.. رحلة بدأت لتستمر ويتوسع نشاطها.. تأخذ مكانها بالمنطقة الشرقية.. رحلة تحمل الكثير من التحديات.. الكثير من الإصرار.. الكثير من الجهد.. حتى في جانب التثقيف الإنساني المستمر.. يدشن الشيخ بمناسبة (اليوم الوطني) غدا الثلاثاء أعمال ديوانيته المشهورة (ديوانية الأطباء) في موسمها الخامس. الأعمال الإنسانية العظيمة يحققها الإيمان بأهميتها.. مساحة حياة الشيخ التركي حافلة بقيم الخير.. ثلث قرن قائدا وداعما للعمل الإنساني.. هناك الكثير للحديث عنه.. (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة (32).