رسالة وصلت على بريدي بالأمس تحمل لي بشرى سارة بأن صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال، قد أهداني خمسة ملايين دولار أمريكي (لا أستطيع حساب كم تساوي بالريالات، لأن المبلغ مخيف!). رغم أني لا أذكر أني عملت مع الأمير، ولا تعاونت مع مؤسسته الخيرية في أي نشاط، كما أن قناعتي الراسخة بأنه لا يحق لي أن آخذ مالا من شخص آخر بلا مقابل! والحمد لله الذي أغنانا بفضله، عمن سواه. في الرسالة التي وصلت على بريدي: «بناء على طلب الأمير الوليد بن طلال الذي تبرع لمؤسسة الوليد بن طلال الخيرية، بمبلغ 5.000.000 دولار أمريكى، وأنت ضمن آلاف الأشخاص المختارين، نرجو منك ارسال اسمك، وعنوانك، ورقم هاتفك». والسؤال: هل مازالت مثل هذه الرسائل تجد من يصدقها؟! قد أجيب وتجيب بلا، ولكن شكاوى من سرق منهم الآلاف وهم ينتظرون الملايين، تجعلك تستغرب طريقة تفكير البعض! وما يجب أن ندركه، أن الذي بيد غيرك ليس لك! وسنة الله أن لجمع المال وسائل ليس من ضمنها أن تجلس في بيتك، وتنتظر من يطرق عليك بابك ليعطيك خمسة ملايين دولار! رسالة أخرى وصلتني من الأستاذ علي الجاسم جاء فيها: «تعلمون ان الذي يبني يعاني معاناة شديدة، خصوصا لما تكون امواله على قده، وتعلمون ان وزير المياه السابق منع توصيل الماء للمباني تحت الانشاء بحجة ترشيد الماء!! وهذا فيه مشقة وتكلفة إضافية على من يبني رغم ان الماء محسوب بعداد! وأصبح الناس يبنون ولا يرشون مبانيهم بالماء لصعوبة الحصول على الماء وهذا يسبب ضررا للمبنى مستقبلا، فيا ليت معالي وزير المياه والكهرباء الحالي يسمح بتوصيل الماء للمباني تحت الإنشاء للتخفيف على من يبني ومساعدته بدلا من زيادة تعبه وتكاليفه!». وكتبت الأستاذة لولوة عواد الشمري تعليقا على مقالي: «لماذا يغيب الانتماء عن مؤسساتنا؟»: انظر إلى وضع اي صف من صفوف رياض الاطفال ومن تحت يد اي معلم للابتدائي، هل المعلم والحاضنة يأبهان بالممتلكات وتعزيز الانتماء؟ أم أن الواقع عكس ذلك؟! هذا نموذج فقط!». الحقيقة أن المجتمع يجني ما يزرعه فيه صغاره.