في إجازة الصيف والتي تكثر فيها المهرجانات والأمسيات الشعرية، يتحرك بعض الشعراء في رحلات سريعة من مدينة إلى أخرى للمشاركة، ويبحث آخرون عن وساطات لدى المنظمين؛ لإدراج أسمائهم ضمن المشاركين في أمسيات الصيف، ويشتكي آخرون من التجاهل وأن العلاقات الشخصية هي المتحكمة في اختيار الأسماء. وأن الاسماء التي تشارك في كل عام هي نفسها لا تتغير، وسط مطالباتهم بتجديد الدماء وتغيير المشرفين على الأماسي ممن قضوا أعواما كثيرة يقومون بهذه المهمة حتى طالتهم اتهامات كثيرة كمنظمين للأمسيات بمحاباة اسم على حساب آخر، وتفضيل المقربين منهم، ودعوتهم للمشاركة في كل عام. لذلك، اعتبرت الاختيارات أو الطريقة التي تتم فيها عملية اختيار الاسماء الشعرية غير منصفة، فكم من شاعر اشتكى من تجاهل منظمي الأمسيات له، وكم من شاعر أكد على أنهم يتجاهلونه بشكل متعمد خصوصا إذا كانت الأمسيات تقام في نفس المنطقة التي يقيم فيها. في الجهة الأخرى، تتحرك الوساطات وتكثر الاتصالات؛ من أجل إدراج اسم فلان أو فلان ضمن قائمة المشاركين، مما يتسبب في إحراج المنظمين وقبول بعضهم بهذه الوساطات، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور شعراء مستواهم الشعري ضعيف وأقل من أن يعتلوا منابر الأمسيات واستبعاد من هم أجدر عن المشاركة. في حين يتحدث المنظمون عن أن الجمهور يطالب بأسماء شعرية معينة، ولذلك يحرص المنظمون على دعوتهم للمشاركة، وهم محقون في ذلك ومع ذلك يتعرضون لضغوط أشد من أجل تغيير الأسماء المشاركة. مشكلة أمسيات الصيف لن تنتهي، وستظل مثار شكوى واعتراضات ووساطات، فإرضاء الناس غاية لا تدرك، والحل الوحيد هو أن يبحث المنظمون عن الشعر بعيدا عن أي شيء آخر وعلى الأقل ألا يفتحوا مجالا لقبول الوساطات.