صدر للشاعر الاماراتي أحمد عيسى العسم ديوانه الجديد «فنر» يتخلل فيه تجربته الشعرية خلال السنوات، ليكون هذا الإصدار الثامن بين إنتاجه الادبي الذي تنوع بين الشعر الفصيح والعامي. ومن نصوص الشاعر العسم الذي انتخب كعضو في كثير من مجالس إدارة الجمعيات الأهلية والمؤسسات في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو الآن مسؤول ثقافي وعضو مجلس الإدارة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورئيس الهيئة الإدارية لفرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في رأس الخيمة. ضوء منسي في غرفة لم يكن بالأمر السهل الذهاب إلى الغرفة المنفصلة عن باقي الغرف «الدهليز» في منزلنا القديم بعد انقطاع وذهابنا إلى المنزل الجديد سنة 1984 والتحدث بصوت مرتفع، تطلب الامر قدرة عالية ودقيقة، لان الماضي بهدوء معنا ويذكرنا. العودة إلى غرفة تواجه البحر وترصد عودة والدي وانتظار أمي وقلقها، لم يكن بالشيء اليسير، شيءٌ ما يندفع إلى الأعماق مربك يقف بك حائراً عند باب الغرفة، أسئلةٌ تُستدعى من الذاكرة. في الغرفة النظر للاثاث الذي استعملته وتقلبت عليه مرات وبعض من قطع قديمة وسرير من الخشب السميك أحضره والدي رحمه الله من دولة الكويت الشقيقة كان بمثابة ضخ الحياة في الروح، وإعادة الوصال لحميمية مقطوعة، «ماء في ماعون» «الاحلام تشبه صفير طائر في اليقظة» السرير الذي لم تصله يد ولا قطعة قماش منذُ زمن ظل وفياً ومحافظاً، ماكينة الخياطة التي تستعملها أمي في صمت تنظر إلى ثيابنا القديمة، المكتبة التي في بطن الجدار تستطيع أن تقرأ عناوين الكتب داخلها بسهولة ويسر، صوتك القديم الذي ظل محافظاً في الأشرطة التسجيلية ولم تصله التغيرات الحديثة، لم أتخيل جفافاً حاداً كهذا، وغير قادر على تحريك فمي، أو الإشارة بإصبعي. يدي اليمنى أقوى من اليسرى لكن اليسرى أسرع رفعت كومة مهملة في الزاوية، ما أدهشني محافظة الصور على رونقها في الألبوم، الصدفات ورمل جمعتها من على شاطئ البحر قبل أربعين عاما خبأتها في صندوق لتميزها في الألوان شعور بأن شيئا ما مذاب في الحلق ونزل للقلب.