أجمع مختصون نفسيون وامنيون وتقنيون ورجال دين واطباء على وجود مخاطر عديدة على ادمان لعبة «بوكيمون غو» Pokemon GO التي غزت العالم منتصف الاسبوع الماضي وتسببت في هيستريا في مختلف الاماكن العامة، وسط رواج كبير تجده اللعبة في اوساط الاطفال والشباب والفتيات والرجال والنساء من خلال تطبيقات الهواتف الذكية. وأكد الطبيب النفسي محمد ابو الخير على الضرر الذي تحدثه اللعبة، على الجوانب النفسية للمراهق والطفل، واشار خلال حديثه «من المعروف ان الدراسات النفسية توصي وتطالب بضرورة عدم استعمال الكمبيوتر والهاتف المحمول، والأجهزة المشابهة، لاكثر من ساعتين يوميا في حين ان الهوس باللعبة حاليا يضاعف تلك الساعات مما يؤثر بالسلب على مستخدمي الالعاب». واضاف: ذلك يجعل من الشخص الممارس للعبة Pokemon GO يعتزل الحياة الاجتماعية في ظل انغماسه باللعبة طوال وقته. معتبرا ان الخطر في لعبة Pokemon GO يتمثل في انغماس الاطفال والمراهقين في الخيال الذي يتمثل في البيكومونات التي يبحث عنها ويشاهدها في جهازه المحمول وهو ما يجعل من تعلقه بالخيال والبعد عن الواقع امرا له تبعات سلبية على حياته الحالية والمستقبلية. ويحذر بعض أولياء الأمور من اللعبة لأنها قد تسبب مخاطر لأبنائهم؛ حيث إن الشخصيات تظهر أحياناً في مناطق خطرة مثل منتصف الطرق وفي المرتفعات وفي مواقع مشبوهة، إضافة إلى قيام البعض بالبحث عن الشخصيات باستخدام الدراجات والسيارات؛ ما قد يؤدي إلى وقوع حوادث خطرة جداً. وحذرت الادارة العامة للمرور في الرياض ممارسي اللعبة من التسبب في حوادث سيارات بسبب هوسهم باللعبة وشروعهم في ممارستها خلال القيادة أو عند السير في الطرق علي اقدامهم وانشغالهم بها، مما قد يعرضهم للوقوع فريسة لدهس السيارات. وحذر المرور من تفاقم انتشار هذه اللعبة وخطرها على حياة المواطنين في طول البلاد. وأكدت أن 78% من حوادث السيارات تقع بسبب الانشغال بالهاتف خلال القيادة. وعلقت الادارة بضرورة عدم تعريض حياة المواطنين للخطر بسبب لعبة. من جهتهم، أكد التقنيون أن اللعبة توظف مستخدميها بشكل غير مباشر كجواسيس بإجبار المستخدم على السماح بتحديد المواقع والتصوير الحي معا، بالإضافة إلى التحرك في اتجاهات مختلفة للبحث عن البوكيمون، مشيرين إلى أن المشكلة تكمن في استخدام ال «GPS» كشرط أساسي للعب. وأوضحوا في حديثهم ل «اليوم» أنه يجب الحذر من استخدام مثل هذه الألعاب خصوصا الأشخاص الذين يعملون في المواقع الحكومية والحساسة، ومن مخاطرها احتمالية اختراق نظام لعبة البوكيمون وعن طريقها يتم استدراج المستخدمين لأغراض السرقة أو غير ذلك. وقال مدير مركز تقنية المعلومات بالكلية التقنية بجدة، المهندس نايف عوض الثبيتي: «لعبة البوكيمون تعتبر لعبة عادية جدا ولكن أن تعتمد بشكل أساسي في اللعب على السماح باستخدام الكاميرا الخاصة بالجوال، بالإضافة الى استخدام الجي بي اس لتحديد المواقع كشرط أساسي للاستخدام هنا تكمن المشكلة!، وبالتالي أصبح تحديد موقع المستخدم بالإحداثيات وكذلك تصوير محيط المستخدم متاحا للشركة، ومن هنا يتضح للجميع مخاطر استخدام مثل هذه الألعاب من قبل أطفالنا وحتى الكبار، ونحن نعلم جيدا أن خاصية تحديد المواقع موجودة في كثير من التطبيقات، ويمكن للمستخدم منعها وفي بعض الأحيان يلزم المستخدم السماح بتحديد الموقع للاستفادة من خرائط جوجل او لتحديد بعض الخدمات المحيطة بالموقع كالمطاعم والأماكن العامة، ولكن أن يتم إجبار المستخدم على السماح لتحديد المواقع والتصوير الحي معا بالإضافة إلى التحرك في اتجاهات مختلفة للبحث عن البوكيمون هنا يجب الحذر والتفكير مليا بالموضوع!». وقال المختص في تقنية المعلومات والاتصالات الفنية المهندس رائد خالد مهدي: «يجب الحذر من هذه اللعبة لاحتمالية تسببها في الحوادث المرورية التي يمكن أن تنتج بسببها، وأول ضحايا اللعبة فتاة يابانية ذهبت للنهر لاصطياد البوكيمون انزلقت وسقطت في النهر مما أدى إلى غرقها. وقال الباحث في جرائم المعلوماتية محمد عبدالوهاب السريعي: «لعبة بوكيمون جو تنتهك الخصوصية وتسيطر على بيانات الأجهزة الذكية، وعند تنزيل هذه اللعبة على الأجهزة الذكية تحصل على صلاحيات كثيرة في البريد الإلكتروني، حيث تحصل اللعبة على صلاحيات الدخول لكامل الحساب، ويمكنها الاطلاع على كل المعلومات في حساب المشترك في Google، وتعد انتهاكا للخصوصية».