في أقل من عشرة أيام سلسلة جرائم معروفة ومستترة لمجتمع مسالم ومتدين في مفارقات بشعة وأقرب ما تكون للخيال الشيطاني، بعضها مستتر نتحمل جزءا من وقوعه كمجتمع مدني قصر في وضع الضوابط التي تحمي الأفراد لاسيما الأطفال من جور ذوي القربى، كطفلة الثالثة فجراً والتي غدرت على يد والدها إثر خلاف مع والدتها، وطفل الخمسة أشهر والذي توفي ضرباً حتى الموت! حوادث أخرى شبه متشابهة في أدواتها «السكاكين والسواطير» وبشاعتها في استضعاف الآخر ومفاجأته، كما انها متشابهة في السعار الذي يصاب به المنفذ والذي يفتقر لسبب صريح وواضح وهو أقرب ما يكون للتلبس أو التغييب الذي يفيق منه في حالة من الصدمة والذهول هي حادثتا (مروى وهيلة). مروى الحضيف والمشهود لها بطيبة القلب وحب الخير توفيت صائمة في منزلها على يد عاملة سنغالية لم يمض على قدومها للعمل سوى أسبوعين بما يقارب 14 طعنة في تمام الخامسة من مساء الخميس، دون مبرر مقنع يفيد بوقوع أي ضرر على العاملة لاسيما وان الأسرة صغيرة العهد والعدد. وفي حالة هذه الأسرة انتفت الأسباب المشاعة من سوء معاملة الخدم أو تأخير الرواتب وخلافه. تعدد جنسيات العاملات دلالة واضحة أن المسبب ليس دينيا، ولا يمكن أن يكون داعشيا، وبعضهن افصح عن حبه للاسر التي عمل بها! الأمر الغريب ان هذا النوع من الجرائم انتشر في نفس وقت انتشار جرائم الداعشيين تجاه الأسر لكن يبدو انه في حيز الأسر السنية فقط، بينما تم توجيه التفجيرات للسنة والشيعة على حد سواء، وكذلك استهداف منسوبي وزارة الداخلية، وهذا أمر يستوجب الدراسة والتحليل والتوعية. «حسبي الله ونعم الوكيل» كانت آخر عبارة نطقتها هيلة العريني لتوأمهما الداعشيين «صالح وخالد» المتأثرين بفتوى جواز قتل الأقارب واللذين خططا للانضمام لداعش سراً لتكون مناصحتهما أسرياً من الأم والأب وليوهما والدتهما بانهما تابا ليكون الغدر والغيلة والعقوق بالطعن والنحر تناوباً بين الاثنين. يد ربت، وعين سهرت وفؤاد تهشم أمام منظر سكاكينهما وكانت آخر تنهيداتها اللجوء لله في مصيبتها وعقوقهما. المنزل الذي تحول لمجزرة بشعة وسعار امتد لمحاولة تصفية كل من هم بداخله ابتداء بوالدهما ثم شقيقهما دليل على أن شبابنا «ليسوا بخير» وان المحفز أو المؤثر اقوى من السحر والمخدرات وأن تأثيره بات يشمل الجماعات وليس الأفراد لاسيما حالة التوأم. ومادمنا بعيدين عن اكتشاف الحلقة المفقودة فالظاهر أن هذا النوع من الجرائم سيتكرر وليكن التبليغ المباشر أقصر طريق لحفظ أرواح الجميع على خط مركز البلاغات الأمنية (990). يقول الغذامي في تغريدة «لوعادت هيلة العريني لكان أول سؤال لها وش اخبار عيالي، طمنوني عسى ما جاهم شر».