في تصنيف الجامعات على المستوى الدولي يعتبر عدد الأجانب الدارسين في الجامعة عاملا مهما في رفع درجة التقييم. والجامعات الغربية وخاصة في أمريكا وبريطانيا تضع أهمية كبيرة حيال تواجد الطالب الأجنبي؛ لأن وجوده يزيد من فرص المنافسة بين الطلاب وكذلك يعتبر رافدا ماديا كبيرا للجامعات ولا ننسى أهمية تبادل الثقافات والاستفادة في وقت لاحق من الطلبة الأجانب من المتفوقين سواء في الأبحاث أو في سوق العمل بعد تخرج الطالب أو الطالبة أو زيادة العلاقة بين مختلف المجتمعات. ويوجد في مملكتنا الكثير من العاملين في المملكة من الدول الصديقة والشقيقة ممن يميلون إلى الدراسة في المملكة لأسباب كثيرة وأهمها أنهم تعودوا على العيش في مجتمع محافظ وحياة على نمط معين ويرغبون الاستمرار في العيش بنفس نمط الحياة. وهنا مثال على تعلق الكثير منهم بهذه الأرض ولكن طموحهم متجه لدراسة تخصص في مجال محدد لا يتوافر حسب علمي للطالبات أو الطلبة غير السعوديين. نوران طالبة مصرية تخرجت للتو من المرحلة الثانوية بتفوق وترغب في إكمال دراستها متخصصة في مجال طب الأسنان وترغب الدراسة في جامعة سعودية لأسباب كثيرة. فهي لا تعرف إلا مدارس سعودية لأنها من مواليد المملكة ودرست جميع المراحل الدراسية في المملكة. ووالدتها أيضا مولودة في المملكة وتعيش فيها منذ حوالي 45 عاما. ووالد نوران أيضا يعمل في المملكة منذ سنوات طويلة. وبالمختصر فالطالبة نوران لا تعرف إلا شوارع مدينة الخبر وقد لا تتكيف في المرحلة الجامعية إلا في مدينة سعودية. وما تمر به هذه الفتاة المصرية يمر به الكثير ممن ولد أو تربى في المملكة وأنهى دراسته الثانوية. وأغلب هؤلاء يرجع إلى بلاده أو يقوم بالدراسة في جامعات أهلية في البلاد القريبة أو في الوقت الحالي من الممكن الدراسة في الجامعات الأهلية والتي غالبا لا تتوافر فيها تخصصات معينة كالطب بجميع تخصصاته أو طب الأسنان. وحسب ما أعلم يوجد عدد قليل ممن يدرس في جامعاتنا ولكن عملية القبول تكون محدودة ولكن الدراسة في كليات الطب أو الأسنان أو الصيدلة غير متاحة رغم أن أكثر المتفوقين من الأجانب يميل إلى التخصصات الطبية. وفي هذه الحالة من الممكن ان تستفيد جامعاتنا من هذه الفئة التي عادة لا تكون كثيرة وذلك عبر عدة طرق. أولها أنه من الممكن أن يتم قبول عدد من الطلبة والطالبات غير السعوديين في التخصصات الطبية ممن حصلوا على أعلى الدرجات وبنسبة لا تؤثر على القبول فيما يخص الطلبة والطالبات السعوديين. ومن الممكن أن يتم تقاضي رسوم مقابل ذلك. وفي نهاية المطاف تتم الاستفادة منهم بعد التخرج خاصة أن مجال الطب لا يوجد به اكتفاء ذاتي في أي دولة في العالم. وفي هذه الحالة تتم الاستفادة من خريجين وخريجات في المجال الطبي ممن ولد أو تربى في مجتمعنا وإضافة لذلك ممن درس في جامعاتنا.