?? ?? كثيرة هي الأحلام الطائرة في الهواء، والنظريات الغارقة في الفلسفة، والتطبيق البعيد عن الواقع، والأمنيات التي تتحول لسراب، والكلام المكرر الذي يدخل اليأس في النفوس دون أن ترى تلك المحاولات النور، وإن وجدت بعض التجارب، فهي شكلية بعيدة عن النجاح والإتقان. ?? ?? من هذه الأحلام والنظريات والفلسفة والأمنيات والكلام المكرر (الاستثمار الرياضي) الذي أصابنا بالغثيان عبر الفضاء والورق والندوات والحبر السائل هنا وهناك والفلاشات والصور والهدر المالي في المناسبات لاستعراض هذا الاستثمار في القاعات والمؤتمرات دون أن نرى شيئا على الواقع، لا في الأندية الرسمية أو المدن الرياضية أو حتى في تراخيص الأكاديميات الموجودة في السجلات والورق، والمتواضعة كفرق الحواري في الإمكانيات. ?? ?? وبصراحة تلك النظرية السلبية كنت أحملها في مخيلتي وقلمي إزاء كل ما يخص هذا المسمى الاستثمارالرياضي، حتى قدر الله لي زيارة مدينة سبورتي الرياضية لأبناء الحوار لإدارة ندوة ديون الأندية مع الخبيرين الزياني والياقوت، وذهلت ومن معي بالإمكانات أولا، وبعدد المستفيدين من المرافق ثانيا، والحيوية التي كانت عليها المدينة كخلية نحل ثالثا، والفكر الاستثماري الحقيقي الذي يجلب المستفيد جراء الخدمات المقدمة التي ترتكز على الجودة لا الدعاية الوهمية. ?? ?? طرحي لا يتعلق بالترويج لهذه المدينة، ولكنني تساءلت مع الدكتور الياقوت عن السبب الحقيقي وراء عدم قدرة الأندية التي تمتلك منشآت ضخمة، وبمساحات مهولة، الاستثمار بطريقة سبورتي رغم أنها في وسط المدن، أو قريبة جدا من أطرافها، ومع ذلك نجدها أشبه بالمقابر المهجورة، دون أية محاولة للاستفادة من إمكاناتها التي وفرتها الدولة. ?? ?? الياقوت الخبير قال لي الروتين والعراقيل التي توضع لإدارات الأندية، والبيروقراطية التي تقتل كل محاولة استثمار في الأندية وهي في المهد، وشرح لي مشروعا في عهد إدارته للقادسية كان سيجلب الملايين لناديه بموافقة كل الأطراف إلا قوانين الرئاسة آنذاك. ?? ?? وتجربة الياقوت مثلها الكثير في أندية أخرى اصطدمت بالعوائق والشروط، وحطمت أحلاما ورؤى ومشاريع بسبب هذا الفيل الكبير المسمى البيروقراطية. ?? ?? تجربة سبورتي أقنعتني أن الأندية قادرة على تفعيل دورها، والاستفادة من المنشآت الضخمة التي قدمتها الدولة، متى ما فسحت الهيئة العامة للرياضة المجال لها حسب لوائح واقعية قابلة للتنفيذ، شريطة مسح الروتين والعراقيل من خارطة القبول والرفض. ?? ?? وبصراحة أكثر رؤية (2030) تحتاج لمثل هذه القفزة، طبعا حسب معايير محددة، وليست عراقيل منفرة، والأمير عبدالله بن مساعد أمامه تحد من نوع خاص في حلحلة هذا الملف الشائك، دون الانتظار لساعة الصفر في الخصخصة، وأعتقد أن مركز الأمير فيصل بن فهد الاستثماري بنادي الخليج هو محطة حقيقية لهذه الحلحلة بعد اكتمال مرحلته الأولى، وهذا المشروع الذي سيدر على الخليج والمساهمين فيه الملايين تجربة فريدة، أتمنى أن تعمم على باقي الأندية.