صدر مؤخرا كتاب «ذات مساء» باللغة العربية للكاتب الروسي الساخر أركادي أفيرتشينكو.. ترجمة الدكتور باسم الزعبي. يتضمن الكتاب في طبعته الثالثة ستة عشر نصًّا اختارها الكاتب والمترجم الأردني الدكتور باسم الزعبي، وهي صادرة حديثا عن الآن ناشرون. يذكر أن المترجم سبق وأن نشر مجموعة من القصص الروسية الساخرة لكتاب كلاسيكيين، مثل تشيخوف، وكوبرين، وتيفي وغيرهم بعنوان «شخصية مشرقة»، ومجموعة أخرى من القصص الروسية لكتاب معاصرين، بعنوان «يتساقط الثلج هادئًا»، وأخرى من الأدب الإفريقي المعاصر بعنوان «رقصة العاج». كما أصدر الكاتب ست مجموعات قصصية هي: «الموت والزيتون»، و«ورقة واحدة لا تكفي»، و«دم الكاتب»، و«تقاسيم المدينة المتعبة»، والعديد من الدراسات والمقالات والقصص والترجمات المنشورة في الصحف والمجلات. يقول الكاتب في قصة «سيرة ذاتية» «... قبل خمس عشرة دقيقة من ولادتي لم أكن أعرف أنني سأظهر إلى هذا العالم. أبدأ بهذه المقدمة الفارغة، لأنني أرغب بالتقدم على كل الناس المشهورين الآخرين بربع ساعة فقط، أولئك الناس الذين توصف حياتهم من لحظة ولادتهم برتابة مملة. عندما قدمتني القابلة إلى والدي، ألقى نظرة على ما يمكن أن أكونه، مظهرا الفطنة، وقال: أراهن بالذهب أنه صبي! فكّرت في داخلي بخبث: يا لك من ثعلب عجوز ماكر! إنك تلعب على ما يبدو. بهذا الحوار بدأ تعارفنا، ومن ثم صداقتنا. إنني، وبكل تواضع، أتهيب من الإشارة إلى حقيقة أن الأجراس قرعت يوم مولدي، وكان هناك ابتهاج شعبي. الحسّاد يربطون تلك البهجة بتزامن أحد الأعياد الكبيرة مع يوم مولدي، لكني للآن لم أفهم كيف ينفي ذلك بهجة الناس بمقدمي». جدير بالذكر أن الكاتب الروسي أركادي أفيتشينكو(1881-1925)، هو أحد الكتاب الساخرين المهمين في هذا المجال، كتب القصة بأسلوب سلس، وهو ما يسمى السهل الممتنع، سخر في قصصه ومسرحياته ومقالاته من الواقع البرجوازي والاشتراكي على حد سواء.