صدر حديثا ديوان «أغنيات مالحة» للشاعر صيام عبدالحميد المواجدة ويضم أربعين قصيدة قدّم لها الأستاذ في جامعة مؤتة الدكتور يحيى عبابنة. تراوحت القصائد ما بين قصيدة التفعيلة وبحور الشعر المعروفة في القصيدة العمودية، ظلّ الشاعر محافظًا فيها جميعًا على شعريّته وجمالياتها في الأسلوبين. يقول الناقد الدكتور يحيى عبابنة في شعر المواجدة إنه في ديوانه «أغنيات مالحة» يلحُّ على تشكيل الصور المتتابعة التي تفضي إلى دلالة متضافرة مع غيرها من الصور، فالشاعر لا يقصد إلى الصورة بحدّ ذاتها، بل يقصد إليها لتكون فاتحة الدهشة في الصورة والدلالة. ويوظف الشاعر، إلى جانب ذلك، التراث والأسطورة والتاريخ في شعره، الذي يكشف عن سعة ثقافة ووعي، كما في قصائده «أرسل قميصك»، «خرافة»، «الجب»، «إيه يا أم الدنيا»، وقصيدة «فلتصقل يا أخيل حَجَرك»، «فتموز لا لن يموت». كما يقول في مقدمة كتابه، رغم أنه مقل. ويجعل الشاعر موضوع الحقيقة الثيمة الرئيسية في شعره، إذ يقول في قصيدته «ماذا أقول»: ماذا أقول وفي فمي وقف الكلام.. تاهت حروفي واستوت في التيه كلُّ مراكبي.. وقد اعترى وجه الحقيقة ما اعتراه من الظلام.. ما زلت أبحث في وجوه الحالمين ولم أجد للحلم وجهاً إنما ضيّعت وجهي في تجاويف الزحام. تعددت الثيمات في قصائد المواجدة، التي تكشف مدى التصاق الشاعر بهموم بلده وشعبه، فهو يكتب عن أحوال بلده، وحبه لوطنه «يا بلادي»، «موت.. ونواة.. وحلم..!!!»، ومآسي إخوته في غزة «أسرج خيلك»، وسوريا «أسمعتم أن الورود تضام؟»، «لا تحزني يا شام».. وغيرها من الموضوعات. جدير بالذكر أن صيام المواجدة المولود في بلدة العراق/ الكرك، سبق وأن أصدرت له وزارة الثقافة ديوانه الأول «نزف القلم» سنة 2009، وهو من الأصوات الشعرية الموهوبة والمبدعة والجادة.