مع مواقع التواصل الاجتماعي ظهرت المجموعات أو القروبات وتنوعت هذه المجموعات حسب اهتمامات الأشخاص الذين ينشئونها أو من يُضمّون الى عضويتها، وفي مجال الفنون التشكيلية ازدادت المجموعات بين تلك المواقع، وصارت مجالا لكل شيء المجاملات والشهرة والكذب والفراغ والمشاحنات والصدق أيضا، ولم تكن معروضات المجموعات ذات مستويات معينة، فهي مجال لكل المستويات، الجيد والهابط والعادي، والواقع ان معظم من ينشرون يريدون المديح والاطراء والاعجاب، والأخيرة هي إشارة تجتذب معظم المارين على مشاركة ما للمجاملة في معظم الأحيان، أو انها حقيقة تستحق ذلك. وقد اختلط في مثل تلك المواقع المستويات، بحيث إن الانسان العادي لا يمكنه معرفة أو التفريق بين الجيد والضعيف، فاللايك أو الإعجاب لا يعني في كل الأحيان جودة مستوى المعروض بقدر اشعار بالمرور والمشاهدة، بعض أصحاب المشاركات تجد على مشاركاتهم الآلاف من علامات الاعجاب، لكن لا تدري من اين أتت؟ وفي هذا ركض وراء شهرة أو تفاخر أو إرضاء نزوة وغرور، والحقيقة هي إعجاب غير حقيقي، فأحيانا تردك رسالة أو موقع يعرض عليك زيادة الإعجاب بمنشوراتك وهو إعجاب مدفوع بمبالغ معينة، ولا أعرف في الحقيقة ما الذي يغري بعض الاخوة والاخوات في ذلك، وهل الالف اعجاب سيعني اننا أمام مشاركة متميزة، بالطبع لا، لكن هي انفس تجد شيئا من النقص تعوضه بمثل ذلك أحيانا، في مجموعات الفيس بوك أو الواتساب أو غيرها سنجد خلطا عجيبا، ويجتهد بعض الاخوة والاخوات في تجميع ما لا يجمع من الأسماء والاعمار والاهتمامات، لكني في المقابل وجدت في مثل تلك المواقع الاجتماعية مجالا لتجديد المعرفة بشخص غاب عنك عشرات السنين، بالتالي أسهمت في تقريب المسافات بين أصحاب الاهتمام الواحد أو الصداقات البعيدة، كما أسهمت في التقائهم من جديد خاصة مع الظروف التي مرت ومازالت تمر على المنطقة العربية، فبعض أصدقائنا نفاجأ بهم في مواقع وبلدان غير بلدانهم! لكن طريق الفن أوصلهم بأصدقاء حسبوا ألا تلاقيا. ولقاء الأحرف والتواصل بالكتابة أو السماع أو الصورة قد يغني ولو بنسبة عن اللقاء الحقيقي، لكنها أيضا سهلت عملية التواصل عندما يتم الإعداد أو التنسيق لملتقى أو مناسبة سواء في المنطقة العربية أو خارجها، ولعل نجاح التواصل بين الفنانين أو المهتمين بمجال ما يكون وسيلة تحقق المزيد من النجاح لأي مشاركة، لكننا في المقابل قد نواجه بعض من يستثمرون ذلك من أجل التكسب وهو في حقيقة الامر ما يدعو الى الحذر. فقد تأتينا دعوات من افراد أو مؤسسات ليست في كل الأحوال قادرة على تنظيم عملها، وهدفها التكسب على حساب من تدعوهم وربما لاحظنا في بعض وسائل التواصل في الأعوام الأخيرة كثرة التنظيمات أو المجموعات التي تتخذ من الفن والفنانين معبرا للتكسب والاسترزاق أو على الأقل الشهرة، فليس عليها سوى توجيه الدعوات والبقية على المشاركين الذين قد يكونون على علم مسبق بذلك أو ان يكونوا موعودين بشكل من التنظيم فيفاجأون بشكل آخر من الفوضى والارتجال. مواقع التواصل الاجتماعي مع ما بها من كثير خلط وتعدد مستويات إلا انها وسيلة تجدد فينا الاتصال بالآخرين سواء من الأصدقاء القدامى أو تتيح لنا تكوين صداقات جديدة، والصداقات الجديدة ربما تعززها لقاءات في مجال الاهتمام، وبالتالي تحقق هدفا وُضعت من أجله أو تسمت به. أرجو أن تكون هذه المواقع وسائل بناء وتعزيز صداقة وحوار في المفيد وفيما يحقق إضافة لي ولك وللآخر.