أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أن السيرة النبوية هي أعظم سيرة وضعت للإنسان، كيف لا وهي سيرة محمد بن عبدالله النبي الخاتم عليه أفضل الصلاة والسلام؟!، مضيفا: إن الكتابات في السيرة النبوية كثيرة، فلا يخلو زمن، ولا عقد من الزمن من وجود الجديد من المؤلفات الحديثة قبل إخراج المؤلفات القديمة في هذا الصدد، مما يدل على شدة عناية الأمة ولهذا كثرت المؤلفات جدا في السيرة النبوية. جاء ذلك في المحاضرة العلمية الني ألقاها آل الشيخ مؤخرا بعنوان: (السيرة النبوية قراءة منهجية) خلال اللقاء العلمي الذي أقيم ضمن الفعاليات التي ينظمها كرسي المهندس عبدالمحسن بن محمد الدريس للسيرة النبوية ودراساتها المعاصرة. وأضاف: إن عنوان هذه المحاضرة «السيرة النبوية قراءة منهجية» لأن وجود المنهج مهم لدى طالب العلم خاصة في الدراسات العليا ومن يرومون الجد في طلب العلم، وهو وجود القواعد التي بها يتعامل طالب العلم مع فن من الفنون، ولا شك أن كل فن له أصول، وله مصطلح ينبني فهم هذا الفن، أو هذا العلم عليه، ففي الحديث هناك مصطلح للحديث، وقبله القرآن هناك علوم القرآن، وهناك أصول الفقه، ونحو اللغة العربية، وقواعد البلاغة المعاني والبيان والبديع ثم في علوم شتى وفي التاريخ لم يوضع مصطلح ولا أصول كما هو المعروف في معنى المصطلح أو الأصول. وقال الوزير آل الشيخ: سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مجموع علوم كثيرة لكنها صيغت بمسار الأخبار وطريقة نقل التاريخ ولهذا افترقت عن السنة من حيث هذا الوجه لهذا فإن النظر في السيرة فيما يقبل منها وما لا يقبل، وفيما يروى منها وما لا يروى، وفيما يستفاد منها وما يسكت عنه، وما يتصل بذلك من بحوث ترتبط بالمنهج، فإذا كان الأمر كذلك فإن أعظم من يحدث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هو الله جل وعلا وقد أخبر الله جل وعلا في كتابه عن وقائع كثيرة من السيرة ابتداء من بعثته بسورة اقرأ وسورة المدثر، وسورة المزمل، ثم ما حصل من استماع الجن له {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ}، ثم في المعارك، سورة الأنفال في بدر، وسورة آل عمران في أحد، وسورة الأحزاب في الخندق، وهكذا في أمور كثيرة. وتابع معاليه يقول: إذاً القرآن فيه الكثير من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه على وجه الإعجاز والاختصار والبلاغة، ثم القرآن يفسر بالقرآن، ويفسر بالسنة؛ ولذلك يأتي تفسير القرآن الكريم فيما جاء من القرآن في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مصدراً مهماً من مصادر السيرة النبوية؛ فأول مصدر من مصادر السيرة النبوية في منهجية التعامل مع السيرة النبوية هو القرآن الكريم، والقرآن يفسره القرآن كما هو معلوم، وتفسره السنة، ويفسره الصحابة، ولذلك تجد أن الآيات التي فيها ذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتجد أن تفسير الصحابة في كتب التفسير بطرق التفسير المقبولة عند علماء التفسير فيها الكثير من أخبار سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد تتفق أو لا تتفق مع ما هو موجود في كتب المغازي والسير، إذاً العناية كمنهجية ، وطلب روايات السيرة وحوادث السيرة على حقيقتها، المنهجية في العناية بما جاء في القرآن العظيم بقراءاته في ذكر أخبار السيرة النبوية لأن في بعض القراءات مزيد من الخبر، والوصف، والقصة التي تضاف إلى ما هو موجود في قراءة أخرى. وواصل معاليه مبيناً أن منهج التلقي في السيرة مرتبط أولا بالقرآن الكريم ثم بالسنة النبوية المطهرة، والسنة النبوية فيها الكثير جداً من ذكر سيرته عليه الصلاة والسلام من مولده إلى وفاته عليه الصلاة والسلام إلى أنواع ما كان في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة وأحواله عليه الصلاة والسلام في إقامته، وسفره، ومغازيه، وسراياه، إلى آخره؛ ومن هنا جعل الكثير من علماء الحديث وحفاظ الحديث والسنة في دواوين السنة كتباً خاصة بالمغازي والسير كما فعل الإمام البخاري في كتاب المغازي، وكما فعل الإمام مسلم في صحيحه في كتاب السير. وألقى المهندس عبدالمحسن الدريس كلمة ثمن فيها حضور معالي الوزير، وإلقاءه هذا الدرس العلمي الذي وصفه بالمنهج الواضح للسيرة العطرة للمصطفى صلى الله عليه وسلم . وفي ختام اللقاء، قدم المهندس عبدالمحسن الدريس لمعالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ درعاً تذكارية بهذه المناسبة، كما قدم مجموعة من الكتب العلمية من إنجازات إدارة الكرسي، ثم التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة. وشهد اللقاء والمحاضرة التي أقيمت في الصالة الكبرى بمنزل المهندس عبدالمحسن الدريس بعد صلاة عشاء يوم الجمعة السادس من شهر شعبان 1437ه المئات من طلاب الدراسات العليا للمنح الدراسية بالجامعات، والذين يمثلون أكثر من أربعين دولة حول العالم، وعدد كبير من طلبة العلم، ولفيف من المسؤولين بالشؤون الإسلامية. الجدير بالذكر أن كرسي المهندس عبدالمحسن بن محمد الدريس للسيرة النبوية ودراساتها المعاصرة في جامعة الملك سعود هو برنامج علمي يعنى بالدراسات المتخصصة والبحوث العلمية وصياغة الرؤى والخطط الاستراتيجية للتعريف الشامل بالسيرة النبوية وتيسير سبل الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم في مختلف جوانب الحياة، إضافة إلى تقديم الدعم العلمي والمادي للباحثين في السيرة النبوية لتحقيق أهداف الكرسي. الحضور تفاعل مع أطروحات آل الشيخ الثرة