* الخميس هو اليوم الأول من العطلة الصيفية للعام الدراسي المنصرم في المملكة، وستطوف أيام هذه العطلة بقايا شهر شعبان الحالي، وكامل شهر رمضان المبارك، فشوال، فذا القعدة، فالنصف الأول من ذي الحجة 1437ه.. * ياه.. عطلة طويلة.. أليس كذلك؟ * هنا نقدم بعض النصائح التي قد تكون معروفة، ونأمل أن يشاركنا الآباء والأمهات وأولياء الأمور وأرباب الأسر فيما أعدّوه لأبنائهم وبناتهم وأطفالهم من برامج وأعمال نافعة. العطلة تربو على مائة يوم، ومائة يوم في عمر الزمن ليست قليلة أبدا، ويمكن أن تنجز فيها أشياء جمة، وهي- أي ال 100 يوم ونيف- كتلة عظيمة من الوقت، والوقت نعمة من الله، وسيسألنا الله عنه فيما أمضيناه، وصرفناه، ولعل القراء يذكرون أن الكثير من الدول والزعماء والمؤسسات يعرضون إنجازاتهم خلال أول «مائة يوم» من توليهم المسؤولية بمعنى أن «المائة يوم» هي فترة إنجاز وعمل وتخطيط للمستقبل، وللإنتاج، وغير ذلك. * أكرر أن العطلة لهذا العام ليست مائة ساعة بل هي بالضبط 122 يوماً. * وإذا أعطينا أبناءنا الطلبة راحة من عناء الامتحانات فيمكن القول إن الطالب أو الطالبة سينسى تعب الامتحانات بمجرد إعلان النتيجة بنجاحه أو نجاحها فالمسألة في ذلك نفسية، لا جسدية. * أما الراحة الجسدية فقد يكتفى بها بنوم يومين متتاليين «وتنتهي المتاعب»، وعليه فلا بد من وضع برنامج نفعي لهم. ولا أنصح بالقراءة في أول العطلة فالطالب كان قد انتهى للتو من معمعة القراءة بل أنصح بها بعد عيد الفطر.. * أما الشباب فأنصح بانخراطهم في أعمال ميدانية «لا مكتبية»، ولا بأس من عمل ولو بأجر قليل أو حتى دون أجر «إن أمكن»، كأنْ يلتحق بمصنع محلي، أو ورشة صيانة كهرباء أو ميكانيكا، أو محطة للوقود، أو في فندق أو في مصرف «بنك» أو أن يمارس البيع المباشر في السوق أو حتى نادل في مطعم فالعمل ليس عيباً، ووالله ما أروع أبناءنا الفتيان والشباب وهم يشغلون وقت فراغهم وعطلتهم فيما ينفعهم، وينفع أهلهم وبلادهم.. ثم اقطف النتيجة بعد ذلك فسيكون من انخرط منهم في عمل ما لديه خبرة وبداية خيط لعمل وزمام يمسك به لمهنة قد تكون مستقبلاً باهراً له، وفي الحديث النبوي الشريف «صنعة في اليد أمان من الفقر». * صنعة في اليد تعني حرفة يدوية أو خبرة، أو فكرة أو مهارة تجلب لحاملها كل خير.. * 122 يوماً اطرحوا منها شهراً ونصف الشهر للراحة والترفيه، «طبقا للرؤية الوطنية 2030»، واستغلوا الباقي عملاً ونفعا. ولقد توقفت عند عبارة رائعة قرأتها في كتاب «من هنا وهناك» للشيخ محمد جواد مغنية يقول: «الوقت يعمل فيك، فاعمل فيه»، ولا أظن أن هذه العبارة تحتاج لمزيد من التفسير.. انخرطوا أيها الشباب في كل الأعمال والمجالات المتاحة الموجودة دون استثناء، التي قد يستنكف ويأنف منها أغلب أبنائنا وبالتالي فنحن قد نفتح المجال لكسب آلاف الريالات من أعمال يدوية وبدنية بسيطة حولنا وبين أيدينا، تكسبها الأيدي العاملة الوافدة، في حين أن أبناء البلد أولى بها. أعرف شاباً يذهب عصر كل يوم جمعة إلى سوق الخضار والفواكه بالهفوف ليبيع الطماطم فقط، وأعرف أباه أيضاً، وهذا الشاب كان يدرس في ثانوية القارَة بالأحساء وبعد أن ينتهي من المذاكرة يقوم ببعض أعمال الفلاحة لوالده وقد خصص عصر يوم الجمعة من كل أسبوع للكسب، وهذا ليس في أيام العطلة الصيفية بل في سائر الأيام وقد توقف عنده أحد المسؤولين لشراء «صندوق طماطم» منه فقال له: هل أنت طالب، فقال: نعم، فَرَبَتَ المسؤول على كتفه إعجاباً وتقديراً وتشجيعاً.. * يعني كم شاب يمكن أن يكون كهذا في هذه العطلة الطويلة النادرة؟ * هذا، وبلادنا بلاد خير ومكسب وعمل والعمالة الأجنبية تستغل كل ذلك بأقصى ما يمكن استغلاله، أمام تراخي المواطن واتكاليته، واعتماده على الأجنبي في أبسط وأبسط الأشياء، وبمقابل مادي مرتفع، وربما بجودة أقل، وينجم عن ذلك إرسال ملايين الريالات خارج المملكة إلى بلدانهم. ألسنا نحن أولى بها؟ والأمر لله. ثم لكم.. هي: هي الحلم في المبتدا والخَبَر يُدَبّج في القلب أحلى الصّورْ بكل الذي يعتري العاشقين رمتني قريبا، ولم تنتظر هي البرتقال، وشهد الكروم وهمس النسيم، وشدو الزهر تقول لكل النساء الحسان أنا الحُسْنُ في كل حُسْنٍ ظهَر