لم يكن السباق الامريكي السوفيتي خلال العقود الاربعة ما بعد الحرب الكونية الثانية خاليا من العدائية واستخدام كل ما هو سيئ تجاه الآخر، حتى أن دولا تنهار وأخرى تتعرض للغزو وشعوبا تقتل بعضها لأجل تحقيق اهداف هذين المتصارعين الجبارين. الآن وبعد أن تعددت مراكز القوى وبأسماء منافسة كما هي الصين والاتحاد الاوروبي والهند وباتت معظم الدول منعتقة من سيطرة الماردين وهي من يقرر مصير شعوبها، يبدو أن قواعد اللعبة التي أوغل الروس والامريكان في استخدامها بالسابق قد انكشفت ولا يأبه لها أحد، لذا فلا بد من استخدام لعبة جديدة وبأدوات جديدة وأحداث تتوافق مع التوجه الجديد. روسيا تلعب بأوراق تهديد جيرانها واحتلال ارضهم كما هي اوكرانيا، وتبتز العالم في ما تفعله في سوريا، ولا تتوقف على ذلك بل هي مستمرة في خلق اعداء جدد كي يهابوها ومن ثم تبتزهم كما تفعل مع العرب وتركيا.. وأمريكا التي باتت تفكر في اقتصادها اكثر من الهيمنة على العالم، في الشأن نفسه فيما يخص الابتزاز، فبعد سقطتها وفعلها المشين في العراق وبما جعله بلدا متفجرا متقاتلا يعلوه الفساد من رأسه الى أخمص قدميه، لم تقو على وضع حد لمأساة سوريا وتركت اللاعبين الآخرين يموجون خرابا في البلد المدمر، وهي تراقب من بعيد وتستخدم كل ما من شأنه تحقيق مصالحها الاقتصادية بل انها هبطت في مستواها الابتزازي لتسابق الروس في ذلك. ما تفعله أمريكا الآن من تهديد لدول كثيرة بالتعرض لاستثماراتها في امريكا كما يحدث للصين بسبب الخروقات التجارية والمصالح التي تريدها امريكا هو من باب الابتزاز.. والآن ابتزازها من نوع مختلف مع السعودية فهي تريد ثمنا لتفجيرات برجي التجارة 2011 وكأن ذنب السعودية أن بعض من قاموا بالعمل يحملون جنسيتها، وعليه فإن على الحكومة الامريكية دفع ثمن كل عمل ارهابي لمن يحمل جنسيتها في العالم.. نؤكد على ذلك ونحن ندرك وهي كذلك أن الارهاب لا دين له ولا جنسية. الأمريكان يلعبون لعبة خطرة في العالم ستجعلهم يفقدون ما بقي من مصداقيتهم، ولعلهم باتوا أكثر وضوحا الآن وهم يختلفون فيما بينهم كحزبين متحكمين بين الجمهوريين والديموقراطيين لتظهر الفضائح الكبيرة التي تعبر عن من صنع داعش ومولها، ومن أسس طالبان وسلّحها.. وعليه فإن من حقنا كسعوديين متضررين من تلكما الجهتين أن نرفع دعوى ضد أمريكا ونطالبها بكل التعويضات عن شهدائنا الذين قتلتهم القاعدة وداعش. نشدد على ذلك ما دام أن أمريكا تعيش على افتراضات الهدف منها الابتزاز ولا شيء غير ذلك، حتى مع إدراكنا أن الأمر لن يتم وفقاً لحق الرئيس في تقويض قرار ابتزاز السعودية باستخدام الفيتو، وهو ما نثق أنه سيفعله لتأكد الحكومة الامريكية من كذب الموضوع الى جانب أن هذا القانون سيجعل الولاياتالمتحدة ضعيفة في مواجهة أنظمة قضائية مشابهة أخرى في كل أنحاء العالم. الابتزاز الامريكي الروسي للعالم اصبح الآن موضة.. وعلى العالم الضعيف ان يدفع الثمن، أما القوي المؤمن بامكانياته وصدق توجهه فسيقول لا.. وعلينا أن نبدأ من الآن بالعمل على إخراج استثماراتنا من كل بلد من صفاته الابتزاز!.