نشرت «اليوم» في 15/4/2016 مقالا بسعة ميدان رياضي يطرح ما سماه «قضية الخطاب الثقافي السعودي وكيفية تطويره» وبعد قراءته لم أجد عنوانا ملائما لانطباعي غير عنوان: «مطر بلا ماء» الذي أستعيره من الشاعر محمد الماغوط، وقد جاء من ضمن الفقرات الكثيرة فيه ما يلي: واس الرياض «ويعتبر مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني من أبرز الجهات التي أولت موضوع تطوير الخطاب الثقافي السعودي وبحث آفاقه المستقبلية اهتماما كبير، على اعتبار أن هذا الخطاب هو المؤثر الفكري في المجتمع وموجه حركته من خلال الاطروحات التي تقدمها التيارات الفكرية والمعبر في الوقت ذاته عن طبيعة علاقة هذه التوجهات الفكرية ببعضها». هل حدقت أنت كما حدقت أنا في قول من كتب هذا المقال حين قال: «على اعتبار أن هذا الخطاب هو المؤثر الفكري في المجتمع وموجه حركته من خلال الاطروحات التي تقدمها التيارات الفكرية.. الخ». يا سلام.. «ما ربع مية معمورا يطيف به غيلان اشهى من هذه الكلمات» كاتب المقال يؤكد على ان الخطاب الثقافي هو المؤثر فكريا في المجتمع ويؤكد وجود تيارات يحاور بعضها بعضا داخل المجتمع. هل كاتب المقال هنا أم في قارة اخرى؟ وكيف استطاع ان يملأ الاقداح سرابا؟ ان الاعتراف بأن الخطاب الثقافي هو المؤثر في فكر المجتمع هو اعتراف بصانع هذا الخطاب وهو «المثقف» وأضعها بين قوسين لأنها كلمة لم تعرب حتى الآن. ويوغل المقال في وديان الغرابة حين يقول: «الاطروحات التي تقدمها التيارات الفكرية» هناك إذن عندنا تيارات فكرية تتسابق في ميدان الاستيلاء على الوعي العام، وهذه التيارات نراها في الجرائد والمجلات والشاشات الفضائية والشوارع وأسواق الجملة.. أي بيع الجملة. أعطيك أيها السيد قدرة الجاحظ على الجمع بين المتناقضات وموهبة المتنبي على الابداع، لقاء شيء واحد هو ان تدلني ولو بالاشارة على تيار واحد فقط لا غير على ساحتنا الثقافية.. تيار واضح الاتجاه وحيد اللون.. فهل هذا شيء صعب؟ نعم... إنه صعب لأني أطلب منك الاشارة إلى شيء لا وجود له...