يقدم المخرج الياباني «مامورو هوسودا» فيلما كارتونيا جديدا بعنوان «The Boy and the Beast» مليئا بمشاهد الحركة، التي يلعب بطولتها شخصيات بملامح طفولية، حيث اشتهر «هوسودا» بتقديم القصص الجميلة عن المراحل الانتقالية في الحياة بكل سلاسة، فقد يبدو الأولاد في أفلامه مشاكسين وغير مسؤولين وأنانيين في البداية لكنهم ينضجون في النهاية، وهو ما يعكسه الفيلم الذي يسرد قصة الصبي الهارب «رين» الذي يبلغ 9 سنوات، وهو يتألم بسبب وفاة والدته لدرجة أنه يقرر أن يكره البشرية كلها، ليجد نفسه في أحد الأيام في زقاق يقوده إلى مدينة تسكن فيها «وحوش» غريبة. فيما يقلب «هوسودا» الأسلوب المعتاد في تصوير البشر والوحوش، فيجعل الوحوش كائنات أكثر رقياً وأخلاقاً، كما أنها تكره البشر باعتبارهم كائنات متوحشة، حيث يقول أحد الوحوش لطفل بشري: «البشر أكثر ضعفاً ويسهل أن تتسلل الظلمة إلى أرواحهم». ويجد «رين» نفسه عالقاً بين شخصيتين يؤديان أدوار «مدربين» في الفنون القتالية ويكرهان بعض فيتنافسان كي يصبح واحد منهما سيّد المدينة، منهما المدرب «إيوزين» المقاتل المتمرس والماهر والبطل المحبوب الذي يتبعه عشرات التلاميذ، فيما ينجر «رين» وراء المدرب الاخر «كوماتيتسو» المستضعف وهو شخص متسرّع وغير ناضج يسيطر على خصومه باستعمال القوة الوحشية، خصوصا أنه مر بتجربة نفسية سيئة بعد ان فقد والديه وتيتم منذ صغره ليتعلم القتال بنفسه. هكذا تبدأ علاقة طويلة وشائكة ومليئة بمواقف كوميدية بين صبي ومحارب، يكون الاثنان عنيدَين ومجروحَين من الحياة القاسية بالقدر نفسه، فيتملّكهما الغضب ولا يكفّان عن الشجار. يتبع فيلم (الصبي والوحش - The Boy and the Beast) مسيرة رين طوال عشر سنوات تقريباً، وسرعان ما يعود إلى العالم البشري قبل أن يرجع إلى عالم الوحوش مجدداً فيما يحارب الغضب في داخله. يحاول الفيلم تقديم الكثير من المواضيع الغنية والعمق الأخلاقي مع أنه يقتصر على 119 دقيقة، وهو ما يجعل العمل إضافة قيّمة إلى سجل المخرج «هوسودا» اللافت.