«المحال، دارت الايام وتغيرت الأحوال، وأصبح لكل زمان دولة ورجال» ، كل تلك الكلمات تنطبق على ما يحدث لكرة اليد السعودية التي كانت لا تعرف سوى قطبيها (الخليج - الأهلي). كل تلك المتغيرات أحدثت حالة من الايجاب لدى الدوري السعودي لكرة اليد، فالمنافسة خلال السنوات العشر الماضية لم تعد محصورة في فريق أو آخر رغم الألم الذي أحدثه رحيل الخليج عن المنصات الذي بسببه أصبحت مدرجات الصالات المغطاة مهجورة بعد ان كانت تمتلئ عن بكرة أبيها قبل أي لقاء بساعتين على الأقل يكون فيه الخليج طرفا. وكأن الساعة تدور وتتبدل الأدوار ويتواجد النور ومضر على قمة هرم الانجازات والحضور المشرف محليا وخارجيا، وتقسم تشكيلة أخضر اليد بين لاعبي الفريقين! قد يسأل الكثيرون: ما الذي جعل النور ومضر يتصدران المشهد رغم قلة الامكانات وضعف الحال وانعدام المال؟! الاجابة تجدها بمجرد النظر في ملامح لاعبي الفريقين وتواضعهم، وحضورهم الاجتماعي المميز وحسن التواصل مع الجمهور، كل تلك المميزات صنعت أبطالا من ذهب أصبحوا اليوم قدوة كمناف آل سعيد وحسن الجنبي على سبيل المثال لا الحصر بجانب أن عدم وجود تلك المميزات في الفرق الأخرى قد أسقطهم من دائرة المنافسة فلا الكبرياء ألبسهم الذهب ولا (الأنا) جلبت لهم البطولات. ما بين النور ومضر عوامل كثيرة مشتركة ساهمت كثيرا في تقدم اللعبة، وقد تكون السمة الأبرز (الروح) التي يمتلكها لاعبو الأكاديمية والعالمي التي أصبحت العنوان الأبرز في كل لقاء يجمع الفريقين ويعطيها لمحة من الجمال بعيدا عن الأمور الفنية. لم تعد لقاءات الفريقين تمر مرور الكرام كما يحدث الآن في لقاءات الخليج والأهلي، وهذا ليس تقليلا بعكس ما هو واقع ويجب ان نؤمن به وهو ان هذا الزمان هو زمان النور ومضر، فكل لقاءاتهما تحمل عنوان (الحي يحييك) من جميع النواحي. متأكد تماما من أن راعي اللقاء الختامي الأمير عبدالحكيم بن مساعد سيبدي إعجابه (مقدما) بلعبة كرة اليد، وسيبدأ عشقها عطفا على ما سيراه اليوم من حضور جماهيري غفير ومستوى فني من اللاعبين وتنظيم مميز من الاتحاد السعودي لكرة اليد الذي دائما يضع البصمة الأجمل في المباريات النهائية. أخيرا: ضبط الأعصاب في المدرج هو الأهم وخروج الفريقين متماسكين ومتبادلين التبريكات هو أكبر بطولة، مع أمنياتي للفريقين بدوام التوفيق.