ونحن نبدأ خطواتنا نحو رؤيتنا لعام 2030، نحتاج -فيما نحتاج- إلى تغيير متدرج للوجوه القديمة، التي لم تقدم ما يشفع لها بالبقاء، وحيث إن مجتمعنا تغلب عليه -انطلاقا من قيمه- المجاملة والحياء الذي يصل لحد الخجل المرضي، نتمنى من هذه الوجوه تقدير مجاملتنا لها بالاكتفاء بما مضى، والمسارعة إلى تقديم الاستقالة. وحتى نمهد لكل «رئيس» و»مدير» الطريق، ونساعده على اتخاذ القرار المناسب، نجيب على السؤال الرئيس: متى تجب الاستقالة على الرئيس؟! والجواب الذي لا أتوقع أن عاقلا يخالف فيه، تجب الاستقالة بواحد من ثلاثة: عندما يرى أنه يكرر نفسه يوميا بحيث لا يعرف الفرق بين الاثنين والأربعاء، وعندما يكون جوابه المباشر تجاه أي مشروع تطويري: لا!، وعندما يجد من نفسه أنه يكثر الشكوى والتذمر من رؤسائه ومرؤوسيه، فقد يكون في استقالته رسالة وطنية لمن يهمه الأمر! أما كيف يتخذ القرار الصحيح في حياته؟! فأعتقد أن الرئيس بحاجة إلى إخلاص حقيقي وصدق، يستطيع من خلالهما تقييم عطائه، لا حسب تقارير قسم العلاقات العامة، ويحتاج إلى وجود مستشارين يقدمون النصيحة الصادقة، لا النصيحة التي توافق أهواءه، ويحتاج إلى تواصل حقيقي مع المستفيدين بجميع الوسائل الممكنة، ومن ذلك متابعة مواقع التواصل الاجتماعي، والبحث باسمه واسم إدارته حتى يعرف ما يثار حول أدائه، أما التعلل بأنه لا يدخل مواقع التواصل وهو يدخلها باسمه المستعار، أو أن مواقع التواصل جمعت المتردية وما ذبح على النُصب، فهذه المعاذير يكذب بها على نفسه قبل غيره، ويدلل بها على ضعف قدرته في التمييز بين الغث والسمين، وهذا طعن في قدراته القيادية. عندما يتبين له مما سبق أن من الأفضل له الاستقالة، فليسارع إلى اتخاذ القرار المناسب بالرحيل، استحضارا للخوف من الله -سبحانه-، فهو محاسب عن كل دقيقة يقضيها بلا أداء يشرفه، وأداء لحق وطنه عليه، فالوطنية ليست تصريحات المناسبات الوطنية بل عملا لرفعة الوطن، وحرصا على عدم تدمير ما بناه سابقا، وحفاظا على صحته ونظرة أولاده إليه! اللهم وفق كل مدير للقرار الصحيح، وخلصنا من أسباب التخلف، إنك سميع مجيب.