ما زال محافظ البنك المركزي هو نفسه، ما زالت مجالس ادارات المصارف هي نفسها، ما زالت الإدارات التنفيذية هي نفسها، ما زال الواقع المتردي هو نفسه، وما زالت نسبة القروض المتعثرة الأعلى في العالم كله وما زالت تتجه من سيئ الى أسوأ، ولا ينافس مصارف طهران في ذلك سوى مصارف كوريا الشمالية والتي ترزح تحت حكم رجل معتوه يدعي إعلامه أن الشمس لا تشرق إلا حين يستيقظ من النوم. ما زال التمويل للمنظمات الإرهابية قائما، ومد الحوثيين وحزب اللات شاهدان على ذلك. فعن أي تغيير «جذري» للمصارف الإيرانية يتكلم ولي الله سيف والذي ادعى ذلك في اجتماعه مع مجموعة العمل المالي في مقرها بباريس قبل أقل من أسبوع والذي ذكر فيه ايضا ألا خوف من التعامل مع مصارف دولة المخبولين. ولي الله سيف محافظ للبنك المركزي الإيراني منذ منتصف 2013، وقبلها كان رئيسا لمجلس ادارات خمسة مصارف أدينت كلها بالانخراط في تمويل الإرهاب. وكافة المصارف التي ترأس مجالس اداراتها سيف أدينت بتمويل حزب حسن نصر وغيرها من المنظمات الإرهابية في العالم، فبنك ملت، وبنك سدرت، وبنك كارافرين، وبنك سبه الذي يفتخر بتأسيسه من قبل احد صناديق الجيش الإيراني والذي يمول شراء معداته ويمول تحركات عناصره في المنطقة، وبنك المستقبل في البحرين والذي أوقف عن العمل والذي سيغلق كلية هذا العام لاستهدافه أمن الدولة البحرينية في الصميم، كلها ترأسها في أوقات متفرقة من يدعي اليوم أن البنوك الإيرانية تغيرت جذريا، وكلها على رأس البنوك المتهمة بتمويل الإرهاب والتغطية على عصابات القتل واثارة الفتنة في المنطقة والعالم. محافظ البنك المركزي هذا أول من يجب ان يتغير ويحاسب ويحاكم على دوره في تمويل القتلة وتجار المخدرات وعناصر الاستخبارات الإيرانية الذين كادوا يحرقون المنطقة عن بكرتها، أقول هذا المسؤول الإرهابي كان يجب القاء القبض عليه ومحاكمته وليس الاستماع لأكاذيبه وسخافاته في باريس. وحتى لو تم تغيير هذا المجرم فإن ذلك لن يكون سوى بمثابة تغيير الأفعى لجلدها فقط، فلا سمها سيضمحل ولا شرها سيؤمن. ملالي طهران يكذبون في كل أمر يدعونه، ولا يرضون الا عن كل كاذب من ابناء جلدتهم، ومحافظ البنك المركزي الإيراني احدهم بل من كبار الثقات لدى الملالي، ولا يضاهيه في أكاذيبه سوى وزير الاتصالات الإيراني الذي يصرح جهارا وعلى الملأ ان من أهم اولوياته التقاط صوت المهدي حتى ينعم الشعب الإيراني كله بأخذ التوجيهات مباشرة من المهدي، وحينها سيتشيع العالم كله على مذهب الخميني. بالله أي صدق يرتجى من هؤلاء الكاذبين السفاحين، وأي خير يعرفون، هم جبلوا على الشر، يتغذون منه، ويستنشقون من خلاله. هؤلاء لا يفهمون سوى لغة القوة والصرامة والحزم، وعقارب الساعة لا تعود الى الوراء، أمة العرب لم تعد تعتمد إلا على سواعد رجالها، أما طموح إعادة حضارة الفرس فلن يتعدى مخيلات خامنئي وزمرته. أمة العرب صحت من سبات عميق، يقودها الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، لا مجال للشر أن يتسيد، ولا نتيجة لجنود الشر والفرس سوى الهزيمة.