فصول هذه قصة عادة ما تتناولها « الدراما « الخليجية التي لا تكاد تخلو مشاهدها من الدموع والأحزان إلا أن هذه الحكاية ليست من نسج خيال كاتب ولكنها حقيقة أبطالها ثلاث شقيقات لم تترك لهن الحياة راحة ولم يرأف بحالهن الزمن ، .. ثلاث شقيقات يعشن في حلقة مفرغة ضائعات لا حول لهن ولا قوة ، أردن أن يبحن عن الجانب المظلم في حياتهن بعد فقد والدهن تقول الأخت الكبرى والألم يعتصر قلبها : توفي والدنا وأنا و أخواتي صغار ، ثم تزوجت والدتنا من رجل آخر قد تعاطف معنا لأننا أيتام ، أراد أن يجمع بيننا وبين أبنائه من زوجة سابقة ، فقامت والدتي بإرضاعهم وأصبحوا إخوتنا من الرضاعة ، وتبدو الأمور جيدة إلى هذا الحد ، لأننا استطعنا أن نكون أسرة تنعم بالأمان شيئا ما ، ولكن هذا الحلم لم يدم طويلا ، فقد توفي زوج والدتي ، وبعد ذلك طالب أولاده بإرثهم من منزل والدهم ، لتبدأ فصول المأساة والمعاناة في حياتنا بعد أن وجدنا أنفسنا دون مأوى ، ومن ذلك الحين والأحوال تزداد سوءا، في ظل واقع مؤلم مجبرات على أن نرضى بأي حل ينقذنا مما نحن فيه فلم نجد غير الموافقة على الزواج ، وعندها تزوجت وأنجبت ثلاثة أبناء وكذلك أختي التي تصغرني سنا تزوجت ، وعلى الرغم من ذلك إلا أن حدود المأساة ظلت تطاردنا ، فقد تطلقنا أنا وأختي و حرمت من أبنائي الثلاثة لأنني أعيش على هامش الحياة دون وجود سكن يؤويني ، وطليقي يعيش بعيدا مع أولادي في المنطقة الشمالية وقد حرمت من لقائهم بسبب بعد الزمان والمكان ، كما أطبقت المأساة علي عندما توفيت والدتي وطلقت أختنا الصغرى فأصبحنا ثلاث شقيقات دون حماية ،غير أن لنا أخت أكبر مني سنا آوتنا في منزلها ونحن في حرج من اختنا وزوجها حيث إنه متقاعد ويعول أسرته بالإضافة إلى مساعدتنا الأمر الذي يجعلنا أحيانا نتنقل بين منازل أقاربنا من منزل إلى آخر، وتضيف الأخت الكبرى أنها أجرت عملية جراحية وتفاقم الأمر سوءا حيث ازدادت المصاريف وأثقلت كاهلهن بمصاريف العلاج بالإضافة إلى أجور التنقل لمراجعة المستشفيات ، وليس لدينا دخل يغطي كافة متطلباتنا اليومية فنحن نعيش على مساعدة الضمان للمطلقات والتي تصرف لي أنا وأختي ونتقاضى كلانا 800 ريال شهريًا تقف عاجزة عن توفير أبسط الاحتياجات ولا تفي بتأمين السكن ، وكل أملنا أن نجد منزلا يؤوينا من التشرد والضياع ، ونطالب الجهات المعنية كالضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية ان يجدوا لنا حلاً ينهي مأساتنا ،ويعيدنا إلى الاستقرار الذي فقدناه بكثرة تنقلاتنا ، ونأمل أن نعود إلى مسقط رؤوسنا في الأحساء لأننا نقيم حاليا في محافظة الخرج وتضطرنا الظروف إلى السفر بين الحين والآخر لمراجعة المستشفيات بالأحساء وزيارة الأهل هناك.