تعد واحة الأحساء من أخصب واحات الشِّعر العربي الأصيل وتتنوع فصائل الشِّعريَّة اليانعة فيها في ثمارها الفنية الناضجة الطلع منذ أحقاب الزمن وتتالى العصور وقد أهدت حدائق الأدب السُّعودي سلال الشِّعر في أزهى صور الجمال وفي غاية الروعة، ومما لا شك فيه أن الشِّعر الأحسائي قديمه وحديثه وبشتّى مذاهبه الفنية وأطيافه الشكلية ساهم وبجدارة فائقة في تشكيل واقع الشِّعر السُّعودي، وبات رافدا أساسيا للدراسات الأكاديمية و بعض الاستشهادات الأدبية، والتي تصوّر أبرز ظواهر البلاغة وفنون النقد وجماليات الأدب و قد تفنن الشعراء الأحسائيون في صناعة الشِّعر الهَجَرِي الفريد من نوعه لابن المقرَّب العيوني وطرفة بن العبد والمثقب العبدي جهابذة شعراء هَجَر وفطاحل مشاهيرها عبر التاريخ ،كما سجلوا بوقفاتهم الشِّعرية ومشاركاتهم الإبداعية أجمل حضور على مستوى الداخل والخارج، أهدت حدائق الأدب السُّعودي سلال الشِّعر في أزهى صور الجمال وفي غاية الروعة ومما لا شك فيه أن الشِّعر الأحسائي قديمه وحديثه وبشتى مذاهبه الفنية وأطيافه الشكلية ساهم وبجدارة فائقة في تشكيل واقع الشِّعر السُّعودي وصمّموا بأحرفهم الذهبية قلادة المجد اللازوردية المرقشة الحُسْن في جيّد أدبنا المحلي وعلامة فارقة في خارطة الأدب العربي ومنهم من ترجمت أشعاره للغات عالمية حتى بات مقروءًا عالميا ،وفي ظل عالمية الشِّعر الهَجَري وعمق جذوره الضاربة في عمق أعماق الحضارة العربية التليدة يقف شعراء أحسائيون متميزون ولهم بصمات جمالية إبداعية مائزة في ظل عالمية البعض وشهرة الآخرين خلف الظل وأخذتهم لا مبالاتهم وربما استحياؤهم إلى ما بعد اللاحضور وطافت بهم أشرعة الصمت شواطئ التهميش وتجاهل الآخر الحاضر وغطّوا في سُبات النسيان وصاروا من المنسيين وفي الواقع الديناميكي، هم مساهمون فعليون في صناعة الشِّعر الهَجَرِي الجميل الأثر والعميق التأثير ولا نعلم ما سر هؤلاء المنسيّين وماذا يعنون من صمتهم المهيب في حضرة الغياب المدهش وهم الفاعلون الحاضرون، وقد استشعرتُ وجودهم الأنيق الظل الرشيق الخُطى ولامستُ مرورهم الخفي الحرف عبر مقتطفات من ثمارهم اليانعة المتبعثرة في سلال « معجم شعراء الأحساء المعاصرين « الصادر عن نادي الأحساء الأدبي في طبعته الأولى عام 2010م ،حيث تجد لديهم ما يبلّ الصدى ويشفي الفؤاد وعلى سبيل المثال لا الحصر «محمد رضا الشخص,عباس العاشور,محمد عبدالرسول البقشي,مريم الفلاح,حسن الربيح,عبدالمجيد الموسوي, خالد الجريان, إبراهيم الحسين «،وعلى الرغم من حضور العاشور والربيح الجوائزي مع نجيبة الشيبة والسيد جلال العلي وهاشمية اليوسف الذين غابت أسماؤهم عن المعجم غير أننا لا نجدهم في الأثر الفعلي والوجود الحيزي في المشهد الشِّعري في الأحساء، فأين ناديهم الأدبي وجمعيتهم الثقافية عنهم وعن نتاجاتهم وإخراجها للنور؟ وهل هم راضون عن غيابهم ؟ وحتى متى لا مبالاتهم بقيمتهم وما يكتبون في ميزان الكون الشِّعري الثقيل ؟