على الرغم من تزايد المخاوف من أن الاقتصاد الصيني يعتبر في ورطة، ينظر على نطاق واسع للعملة الصينية على أنها منافس للإطاحة بالدولار الأمريكي من موقعه المهيمن في التجارة الدولية. وانطلاقا من بيانات حول عمليات نقل الأموال، لا يزال أمامها طريق طويل جدا لتسير فيه. لا شك في أن العملة الصينية تكتسب مصداقية عالمية. في نوفمبر قال صندوق النقد الدولي: إنه سوف يضيف عملة اليوان لسلته من العملات الاحتياطية، وهو بالتالي ما أدخل اليوان إلى هذا النادي الذي يضم الدولار واليورو والجنيه الإسترليني والين الياباني. وتقر هذه الخطوة بزيادة الاستخدام الدولي لليوان: وفقا للبيانات الصادرة عن سويفت، النظام الذي من خلاله ترسل البنوك معظم المدفوعات عبر الحدود، شكل اليوان 2.3 في المائة من التحويلات (داخل البلدان وفيما بينها على حد سواء) في نوفمبر عام 2015، ارتفاعا من لا شيء تقريبا قبل خمس سنوات. ومع ذلك نجد أن الدولار ارتفع أكثر حتى من اليوان. واعتبارا من شهر نوفمبر، بلغت العملة الأمريكية 42.7 في المائة من المدفوعات التي يتابعها نظام سويفت، بزيادة قدرها نحو 11 نقطة مئوية من نوفمبر 2010. اليورو، في الوقت نفسه، شهدت حصته انخفاضا من إجمالي المدفوعات بنسبة 11 نقطة مئوية، إلى 29.5 في المائة. التغيرات في أسعار الصرف وحدها لا يمكن أن تفسر مكاسب الدولار: كانت قد اكتملت تقريبا في الوقت الذي بدأت فيه قيمة العملة الأمريكية في الارتفاع في أواخر عام 2014. كما أن تحوُّل أوروبا إلى نظام دفع جديد - المعاملات التي لا تغطيها بيانات تكوين العملات في نظام سويفت - يمثل بعض الانخفاض في اليورو. ومع ذلك، فقد زادت حصة الدولار من إجمالي المدفوعات. أحد الدروس المحتملة: عندما يقرر الناس العملة التي يستخدمونها في عقود عبر الحدود، فإنهم يريدون تلك العملة التي من شأنها أن تدار بطريقة مسؤولة ويمكن التنبؤ بها. أوروبا جعلت عملتها أقل جاذبية في السنوات الأخيرة، حيث أظهر قادتها - وخاصة ألمانيا - استعدادهم للمخاطرة بتفكيك اليورو بدلا من تقديم الدعم المالي للأعضاء الأضعف مثل اليونان. هذا شيء ينصح به المشرعون الأمريكيون ليبقى في اعتبارهم في المرة القادمة التي يفكرون فيها في المخاطرة بإعسار الحكومة عن طريق التهديد بعدم رفع سقف الديون. وتركت الإدارة الاقتصادية في الصين أيضا أمورا كثيرة لا بد منها. قادة البلاد كانوا يترددون بين تحرير الأسواق ومحاولة السيطرة عليها، في حين أن البنك المركزي لم يقدم أفضل ما بوسعه للتواصل الذي خطط له من أجل العملة - على سبيل المثال، الوضع الصعب للأسواق مع انخفاض القيمة المفاجئ العام الماضي. وكما أشار مقال افتتاحي في بلومبيرج فيو، فإن الدور العالمي المتزايد لليوان سيتطلب المزيد من الانفتاح وإدارة أكثر استقرارا.