هناك كثير من الناس من تجده يفخر بأشياء قد لا تستحق أن يفخر بها؛ لأنها أشياء عادية جدا، وقد يكون لدى الآخرين مثلها، وهناك أشخاص يتفاخرون بأمور تستحق بأن يفخروا بها؛ لأنها فعلا محط فخر لعدة أسباب لن يستطيع غيرهم الحصول عليها مهما حاولوا. هناك من يفخر بالبناء الاسمنتي لبلده، وهو أمر لم يتم إلا من أجل الربح المادي الذي لن يستفيد منه المواطن العادي بأي شيء، بل أنه سيعاني منه؛ بسبب غلاء المعيشة والإيجارات، فأغلب تلك المباني مملوكة لشركات عقارية. ولكن الشعب السعودي له الحق أن يفخر بأمرين لن يستطيع شعب أن يجمعهما أبدا، الأمر الأول: هو أطهر بقعتين على وجه الأرض وهما الحرمان الشريفان وملايين البشر من حجاج بيت الله الحرام دون أن تشترط المملكة أي رسوم على زيارة مكة المشرفة أو المسجد النبوي الشريف. ففي كل عام نشاهد تلك التوسعات على البقعتين الشريفتين، والتي تكلف مليارات الدولارات من خزينة الدولة. ولو كانت مهمة خدمة الحرمين الشريفين بيد من يدعون أنهم قادرون على خدمتهما؛ لكان مجرد تصويرهما مقابل أجر مادي، ولكان المسلمون نفسهم بخبر كان. أما الأمر الثاني فهو: أمر لم يحدث على مر التاريخ إلا مرتين فقط، وكان على أرض المملكة، وهو التحالف الدولي، فالمرة الأولى: كانت من أجل تحرير الكويت، حين اجتمع المجتمع الدولي على ذلك الأمر، وقد تحقق الهدف وعادت الكويت حرة من براثن الغزو العراقي بفضل الله ثم فضل ذلك التحالف. واليوم بفضل الله ثم بجهود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان يقوم تحالف دولي إستراتيجي؛ من أجل نصرة القضايا العربية، وأولها: إعادة السلطة الشرعية لليمن، الذي لم ينسب نجاح ذلك التحالف لنفسه، بل نسبه لفضل الله ثم لجهود القادة ورجال الجيش السعودي. وبما أنني أعتز بكوني خليجيا فأجزم أنه يحق لي أن أفخر مع الشعب السعودي بالوزير الشاب الأمير محمد الذي نجح في قيادة وزارة الدفاع، وبالانتصارات التي يحققها الجيش السعودي على أرض الواقع بحماية المملكة ودحر قوات المتمردين في اليمن. لقد أعاد ولي ولي العهد الهيبة للعرب والمسلمين، فقد كان العالم يصفنا بأننا «أمة ردة فعل» ولكنه جعلنا نشعر بأننا «أمة فعل»، وجعل لنا قوة يحسب لها كل متربص بالإسلام ألف حساب، وحتما أنه قد جعل الكثير من الناس يغيرون خططهم تجاه دول الخليج. لقد شاهدنا كثيرا من الأشخاص يتفاخر بما يسمى «منقية» مجموعات من الإبل، ولكن ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان قدم للمملكة وللخليج العربي منقية فخر وعز تشمل الطائرات الحربية والأسلحة المتطورة، عملا بقول الله -تعالى-: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ». أدام الله محمد بن سلمان ومنقيته لتكون درعا للإسلام والمسلمين وحمايتهم، ولا دام من لم يقل آمين.