هذه هي سنة الحياة.. مد وجزر، إبداع وإخفاق، سعادة وحزن.. فعندما غمرتني السعادة بمشاهدة لاعب قادم بقوة إلى سماء النجومية، إذا بي أشعر بغصة لنجم وضع تاريخه وماضيه على المحك، وربما حان الوقت لتوقفه نهائياً عن الجري في الملاعب، وشتان ما بين بزوغ العويس وأفول نور!. النجم الشاب محمد العويس القادم من الأحساء (منبع المواهب) قدم نفسه بصورة لافتة خلال الثلث الأول من دوري هذا العام، ويقف في المرمى بكل ثقة وترقب، مما أعطى الشباب أفضلية الدفاع حتى الآن بفضل الله ثم بفضل التألق الواضح لسده المنيع (ما شاء الله عليه)، والذي كان بالمرصاد وفي أتم استعداد للتصدي للهجمات العديدة التي هددت مرمى الشباب وكان حامياً لشباكه من الكثير من الكرات الخطرة، وبلغ قمة تألقه في لقاء الهلال الماضي؛ حيث وقف حاجزاً صعباً لوحده أمام عجز الفريق الشبابي بأكمله، وأنقذ الفريق الشبابي من هزيمة كبيرة بالذات في جزائية ألميدا، ولقطة ناصر الشمراني، والتي أعتقد أنها لقطة إنقاذ الموسم، وحتى في لقطة الهدف الوحيد كان الخذلان من مدافعي الشباب الذين لم يجيدوا التمركز، وحرموا العويس من الخروج بشباك نظيفة!. يمتاز العويس ببنية جسمانية رياضية (ما شاء الله عليه)، وطول مناسب ليقف كالأسد في المرمى، وأتوقع له أن يكون الحارس القادم للأخضر، بعد أن يكتسب المزيد من الخبرة وهو يجيد الانقضاض وتضييق المجال أمام المهاجمين، ولكن يجب عليه توخي الحذر لتفادي الالتحامات العنيفة التي قد تتسبب في إصابته أو إصابة الآخرين، كما حدث مع بالغيث في لقاء الأهلي، حيث كان من الممكن طرده في تلك اللقطة، وأيضاً نصيحة محب له بأن يكون جزء من تدريباته على مرمى كرة اليد؛ حتى يستطيع التصدي للكرة بقدميه وباقي جسمه بنفس كفاءة التصدي باليدين، وأتمنى له كل التوفيق والبعد عن الغرور والاستمرار في التألق!. أبو نوران فاجأ الجميع مساء الأحد بفشله في اجتياز اختبار المنشطات، والذي كان قد أجري له بعد مباراة الفتح، مما كان له أثر حزين على جميع جماهير المملكة، فنور يعتبر أحد رموز الكرة في وطننا الحبيب، وقد وصل الى خريف عمره الكروي وليس لائقاً بهذا النجم أن ينهي مشواره بهذه الطريقة، فمحبته محفورة في قلوب الاتحاديين، ولكن هذه الواقعة (إذا ثبتت وتم الإيقاف الرسمي) فإنها ستقلل من أسهمه عند من كانوا يدافعون عنه بكل تفان وإخلاص!. ابن مكة والنجم الاتحادي رقم واحد اختار النهاية الأسوأ والسيناريو المفاجئ، ووضع تاريخه على (جريف)، فلاعب مثل نور يعرف أن عدم تجاوز اختبارات المنشطات معضلة كبيرة، وأن أي دواء يتناوله اللاعب بدون معرفة طبيب النادي قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، بصرف النظر عن كون اللاعب تعمد تناول الأدوية أو تناولها عن طريق الخطأ، فالنتائج لا تميز بين الحالتين، لكن جلسة الاستماع قد تنقذه بأن يكون التوقف لمدة سنة واحدة، أو أنه سيطلب فتح العينة الثانية، والتي قد تزيد مدة التوقف إلى سنتين أو ثلاث إذا ما كانت إيجابية، مما يعني اعتزاله!. ربما لا يدرك النجم أنه ليس ملكا لنفسه، ولكنه أيضاً ملك للآخرين الذين يحبونه ويقتدون به ويرفعونه فوق الرؤوس ولا يتمنون منه خذلانهم إطلاقاً، وأيضاً حري بالنجم أن يعرف متى وكيف يقرر ابتعاده عن ممارسة اللعب.. وبكل سعادة أقول: أهلاً بالعويس.. وبكل حرقة أردد: وداعاً نور!.