بعد نحو 3 أسابيع من اليوم سينطلق - بمشيئة الله تعالى - معرض جدة الدولي للكتاب لأول مرة، ويأتي ذلك بعد نداءات ومطالبات عديدة ومتواصلة من مختلف الطبقات والجهات من داخل وخارج المملكة بضرورة إقامة معرض للكتاب في مدينة جدة. وقد استمرت تلك المطالبات منذ أكثر من 5 سنوات بشكل رسمي ومباشر، وبخاصة خلال أيام معرض الكتاب الدولي بالرياض في كل عام، وتكرار ذكر المتاعب المختلفة التي يلاقيها المواطنون القادمون من المنطقة الغربية للمعرض. وحقيقة فإن إقامة هذا المعرض في عروس البحر الأحمر تُعَدُّ مكسبا كبيرا وفوزا حقيقيا للثقافة والمثقفين في بلادنا، وللوسط الأدبي والإعلامي، ونقطة بيضاء تحسب للمسؤولين، وهو كذلك مكسب لتسويق وانتشار المعرفة والكتاب الجديد والقديم بكل معطياته. عدا أن المساحة الشاسعة الأرجاء للمملكة التي تعدّ بمثابة قارَّة تستدعي وتستحق إقامة أكثر من معرض واحد في أكثر من منطقة ومدينة، وعلى مدى شهور العام. فإلى جانب الاستحقاق الجغرافي مسافة، يحضر الاستحقاق الجغرافي مَوْقِعا .. بعمقه الثقافي والتاريخي والسكاني والفني والاجتماعي والإنساني .. إلخ ولسنا في حاجة الى أن نذكر ما تتمتع به هذه المنطقة العزيزة علينا، وهي المنطقة الغربية بمحافظاتها ومدنها، الحضارية، والمقدسة بشكل عام، ومدينة جدة بشكل خاص، من صور ودوافع ذلك الاستحقاق، وبوجوب إقامة معرض للكتاب. وقل الشيء نفسه، وانقله بأغلب وجوهه عن (المنطقة الشرقية) ودواعي حاجتها المُلِحَّة لوجود هذا المعرض. وإذا قام هذا المعرض وهو سيقام إن شاء الله فسيكتمل به (عقد القلادة الثقافية الوطنية ) المُشِعَّة للكتاب في بلادنا، وستتصل الشرقية بأختها الغربية مرورا بشقيقتهما .. المنطقة الوسطى. وحينها ستكون المملكة في معرض دولي دائم للكتاب، وفي أوقات مختلفة من العام، طوال العام، بمعنى أن المعارض الثلاثة المقامة، لن تقام في وقت واحد بطبيعة الحال. ولابد هنا أن نشير إلى الفوائد الجمة التي لا تخفى على الجميع من هذه المعارض، التي سيقطفها المواطن والمقيم حين يكون المعرض في منطقته أو محافظته أو مدينته. فالرياض العاصمة سيفد إليها المقيمون فيها، ومن هم قريبون منها من المدن والمحافظات المحيطة بها من المنطقة الوسطى، وغيرها، وقد يصعب على من هم في المنطقة الغربية الحضور للمعرض، كما ذكرنا في جبين المقال. وقل الشيء نفسه أيضا عن معرض جدة، وكيف أنه سيفيد القادمين من مناطق ومحافظات المنطقة الغربية وامتداداتها الشمالية والجنوبية. أما الشرقية فإن موقها الجغرافي يمنحها ميزة هامة وكبيرة قد لا تتوافر في المعرضين، وهي قربها من دول مجلس التعاون، وإمكانية وجود مواطنين من هذه الدول سيفدون للمعرض بشكل يومي. ولن نتحدث عن المعطيات والمعالم الثقافية في الشرقية، وما تزخر به من عمق تاريخي وحضاري، ومشهد نشط، ومنتج فكري وفني، وحركة في التأليف والنشر وغير ذلك من ميزات معنوية وعلمية توجب ضرورة إقامة معرض للكتاب فيها. وهنا يهطل السؤال ، كهطول المطر الذي يصاحب نشر هذا المقال (والمطر عند أصحاب الحرف والكلمة .. هو إحدى أدوات التعبير لاستحضار الأمل والجمال) : متى سيتم اكتمال عقد المعرض؟ هل نحسب أن ذلك ليس ببعيد ؟ إن الآمال معقودة على معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي أن تحظى الشرقية في فترة وزارته الكريمة بإقامة هذا المعرض ، وسيذكره (الشرقاويون) ويحمدون له هذه (المأثرة) .. إن تمت في أيامه، وأظنها تامة .. قادمة .. بإذن الله تعالى. أما الجوانب والوجوه الأخرى للمعرض كالجدوى والتوزيع والأهمية وغيرها، فكلها ولله الحمد قائمة، ومحققة، فالكتاب .. مازال بخير ، وقراؤه بخير .. في كل مكان.