خلصت دراسة أكاديمية حديثة إلى ضرورة إعداد برامج تدريبية تشمل جوانب النمو المختلفة لدى الطلبة الموهوبين من ذوي التحصيل الدراسي المتدني، فيما أوردت في توصياتها التطبيقية أهمية إدراج وتضمين برنامج الإبداع الجماعي في المناهج التعليمية. وأوصت الدراسة بمراجعة أثر البرنامج المذكور على متغيرات أخرى مثل الذكاء والإبداع والمهارات القيادية ومفهوم الذات، كما دعت إلى تدريب المعلمين والاختصاصيين في مجال تربية الموهوبين على استراتيجيات الإبداع الجماعي في تنمية التحصيل الدراسي لدى الطلبة، بالاضافة إلى إعداد برامج تدريبية لأولياء أمور الطلبة تساعدهم على تنمية الجوانب الانفعالية والاجتماعية لدى أبنائهم الموهوبين. جاء ذلك خلال دراسة بجامعة الخليج العربي بحثت فاعلية برنامج الإبداع الجماعي في تنمية دافعية الإنجاز والثقة بالنفس والتحصيل الدراسي، بهدف التحقق من أثر برنامج الإبداع الجماعي المقترح في تنمية دافعية الإنجاز والثقة بالنفس لدى الطلبة الموهوبين ذوي التحصيل المتدني، وقياس أثر البرنامج في رفع مستوى التحصيل الدراسي لدى فئة الطلبة الموهوبين من ذوي التحصيل المتدني. وأكد الباحث صلاح علوي سلمان أن الدراسة المقدمة كجزء من متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في تخصص الفلسفة في التربية الخاصة بقسم تربية الموهوبين بكلية الدراسات العليا هدفت لخدمة المنظومة التربوية البحرينية في بناء برنامج تدريبي مبني على أساس الإبداع الجماعي لتنمية دافعية الإنجاز والثقة بالنفس والتحصيل الدراسي لدى فئة الموهوبين من ذوي التحصيل المتدني، إذ تساعد الدراسة على توفير أنشطة إثرائية وخدمات مساندة من إرشاد وتوجيه لتلبية احتياجات الطلبة الموهوبين والمتفوقين بشكل عام ولفئة الموهوبين من ذوي التحصيل المتدني بشكل خاص. وأضاف: "من الضروري بمكان إعادة الاعتبارات التربوية للطلبة من جميع فئاتهم، وتسليط الضوء على أولئك الطلبة الموهوبين من ذوي التحصيل المتدني، إذ تفتح الدراسة الحالية آفاقاً جديدة للتربويين في مجال توظيف أساليب التعليم، بالإضافة إلى دمج آليات واستراتيجيات الحل المبدع للمشكلات في المناهج الخاصة بالطلبة الموهوبين، بالاضافة إلى توفير بيانات بحثية يمكن الاستفادة منها في إجراء المزيد من الدراسات ذات العلاقة". تكونت عينة الدراسة من (46) طالبا وطالبة من الطلبة الموهوبين ذوي التحصيل المتدني في الصف الثالث الإعدادي بمملكة البحرين للعام الدراسي 2014/2015، اختارهم الباحث من العينة الكلية للدراسة المكونة من (110) طلاب وطالبات التي تم تحديدها باستخدام أسلوب المعاينة العشوائية الطبقية، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: تجريبية وضابطة. احتوت كل مجموعة على (23) طالباً وطالبة، وقد استخدم لتطبيق هذه الدراسة مجموعة من الأدوات، كاختبار المصفوفات المتتابعة لرافن، واختبار فرانك وليامز للتفكير التباعدي (الصورة A)، ومقياس دافعية الإنجاز (إعداد الباحث)، ومقياس الثقة بالنفس (إعداد القواسمة والفرح، 1996)، والتحصيل الدراسي. وأسفرت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية (0.05) بين متوسطات درجات المجموعة التجريبية ومتوسطات درجات المجموعة الضابطة في دافعية الإنجاز والثقة بالنفس ومستوى التحصيل الدراسي لصالح المجموعة التجريبية، ووجود فروق ذات دلالة إحصائية (0.05) بين متوسطات درجات الذكور ومتوسطات درجات الإناث في المجموعة التجريبية في دافعية الإنجاز، وكانت الفروق لصالح الطالبات بمتوسط حسابي (187.750)، في حين بلغ المتوسط الحسابي لدرجات الطلاب (179.955)، كما أكدت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (0.05) في المجموعة التجريبية في دافعية الإنجاز، والثقة بالنفس، والتحصيل الدراسي تعزى للتفاعل بين المجموعة والنوع الاجتماعي، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (0.05) بين متوسطات درجات الذكور ومتوسطات درجات الإناث على جميع محاور مقياس دافعية الإنجاز البعدية، باستثناء البعد الرابع "القدرة على تحمل المسؤولية" وكانت الفروق لصالح الطالبات بمتوسط حسابي (28.667)، في حين كان متوسط الطلاب (27.000). إلى ذلك، اثتبت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (0.05) بين متوسطات درجات الذكور ومتوسطات درجات الإناث على جميع أبعاد مقياس الثقة بالنفس البعدية، باستثناء البعد الرابع (النفسي والطلاقة اللغوية) وكانت الفروق لصالح الطلاب بمتوسط حسابي (34.636)، في حين كان متوسط الطالبات (34.458)؛ وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية (0.05) بين متوسطات درجات الذكور ومتوسطات درجات الإناث في المجموعة التجريبية في الثقة بالنفس، والتحصيل الدراسي.