أكد الكاتب والمفكر السوري محيي الدين اللاذقاني، أن الأديب العربي يمر بحالة قلق، خصوصاً عندما يقف مبهوراً بالثقافة والحضارة الغربية، وهو في الأساس (ابن الثقافة والحضارة والأدب المليء بالإنجازات). وأشار في ندوة "الأدب في الوطن العربي .. الواقع ورؤى المستقبل" التي أدارها الأديب الجزائر الدكتور واسيني الأعرج، والمقامة ضمن مؤتمر الثقافة العربية بمصر، إلى أن أبرز التحديات التي تواجه الأديب العربي تكمن في "التحدي التقني" حيث إن الأدباء العرب لا زالوا بعيدين عن التكنولوجيا، إضافة لمشكلة "المجتمع الذي لا يقرأ" . من جانبه، قال الدكتور شعيب الحليفي الأستاذ بجامعة الدار البيضاء بالمغرب : "الحديث عن قضايا المثقف والثقافة في هذا المؤتمر هو حديث مرتبط بالأمل، فلا أحد يستطيع أن ينكر أن الثقافة هي المجال الوحيد للخروج من المحن التي نعيش فيها، وهذا ليس تضخيمًا لدور الأدب والثقافة ولكنها حقيقة، حيث إن الكثير من مشاكلنا إذا لم تُحل ثقافيًا فلن تجد السبيل إلى ذلك". بدوره، أكد الدكتور محمد أبو الشوارب رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الإسكندرية، أن أزمة الواقع الذي نعيشه الآن في الحياة الأدبية والثقافية ترتد إلى مرحلة عصر النهضة، هذه المرحلة التي اكتشف فيها الإنسان العربي بصفة عامة والمثقف العربي بصفة خاصة أنه ربما يكون متراجعا إلى حد كبير عن اللحاق بركب الثقافة والحضارة العالمية، فيما شعر المثقف العربي في هذه اللحظة بالانبهار، ويكون دائمًا ملاحقًا للمنتج الثقافي الغربي. الإعلام والثقافة المعاصرة في جلسة "الصحافة والإعلام والثقافة المعاصرة" التي ادارها الدكتور محمد السنعوسي وزير الإعلام السابق بدولة الكويت، أشارت الأديبة الجزائرية ندى مهري إلى أن وسائل الإعلام باتت تساهم وبقوة في تشكيل المواقف وآراء المجتمع تجاه القضايا المختلفة التي تواجه الأمة، في ترسيخ قيم النظام الاجتماعي، ولها دورها الاستراتيجي في تعميق الخلاف أو في تقريب وجهات النظر ومد الجسور بين الشعوب، والتعريف بها وبتاريخها، بما يعزز التفاهم بين الثقافات على نحو أفضل. وأكدت مهري أن الإعلام العربي إعلام غاضب لأنه يترجم صورة الاحتقان المجتمعي الذي ينتمي إليه في جميع المجالات، فيما ابتعد عن الدور الاستراتيجي المتمثل في التوعية والتنوير في الفترة العاتمة التي تمر بها الأوطان، وأهمل أن يكون منحازًا للموضوعية التي توقظ المجتمع بكافة أطيافه، وتحثه على التكاتف بدل التهويل وصناعة حماسة التفرق لتشويش وشحن المتلقي. وأوصت مهري في نهاية حديثها بإعداد استراتيجية إعلامية كاملة الأركان؛ لخلق خطاب إعلامي صديق للتنوع الثقافي وللحوار، يشجع على التواصل وقبول الآخر من أجل خلق مجتمع متماسك يشترك في عملية التنمية والبناء. من جانبه، أكد الإعلامي المصري جمال الشاعر أن الإعلام تعامل مع المواطنين بمنطق كائنات ناقصة الأهلية وليس لها أي تفاعل، وأن الضحية هنا هو المتلقي. مضيفًا: إن المشكلة ما بين السلطة السياسية والمال وسلطة الإعلاميين وشهوة السبق الإعلامي قد تؤدي إلى كوارث. ولفت الشاعر إلى أن المشاهد هو الضحية؛ لأن رأس المال أقوى من السلطة السياسية، والوكالات الإعلانية متحكمة في المحتوى، وأنه لا بد من الإصلاح لمحاربة الكيانات الاحتكارية وتحكم المعلنين في المحتوى. وأكد وائل السمري رئيس القسم الثقافي بجريدة اليوم السابع أن المثقفين والصحف الثقافية سجنوا انفسهم في الشعر والرواية، وأصبحوا يقدمون سلعة لا يتناولها إلا هم، مضيفًا: إن الثقافة في المجتمع لا تتوقف عند هذه المنتجات فحسب، فهي تتدخل في التاريخ والاقتصاد والدين.