انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حكومات شرق أوروبا التي ترفض استقبال اللاجئين، متهمة إياها بالتعصب ونسيان تاريخها الخاص، وقال خفر السواحل في اليونان امس الجمعة إن رضيعا لقي حتفه حينما غرق الزورق المطاطي الذي كان يقله و56 مهاجرا آخرين قبل أن تقذفه الأمواج قبالة ساحل جزيرة ليسبوس اليونانية، فيما غادر 19 طالب لجوء اريتريا صباح امس روما متجهين الى السويد في اطار اول عملية لتوزيع عشرات الاف اللاجئين على دول الاتحاد الاوروبي. وقال وزير الداخلية الايطالي انجيلو الفانو عقب وداعهم بحضور المفوض الاوروبي المكلف شؤون الهجرة ديمتريس افراموبولوس ووزير خارجية لكسمبورغ يان اسلبورن، ان "هذه الطائرة تمثل انتصار اوروبا التي تعرف كيف تكون متضامنة ومسؤولة وتنقذ أرواحا". وفي سياق ازمة اللاجئين، انتقدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حكومات شرق أوروبا التي ترفض استقبال اللاجئين، متهمة إياها بالتعصب ونسيان تاريخها الخاص، وفق ما ذكره موقع بوليتيكو الإخباري على الإنترنت امس. وأفاد المصدر ذاته بأن ميركل أدلت بهذه التصريحات خلال اجتماع مغلق مع نواب من حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي ليمين الوسط، قبل أن تلقي كلمة مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمام البرلمان الأوروبي الأربعاء. وهاجمت ميركل موقف زعماء المجر والتشيك وسلوفاكيا وبعض دول البلطيق من أزمة اللاجئين في أوروبا من دون أن تذكرهم بالاسم. وقالت إنه كان عليهم أن يتصرفوا بشكل أفضل لأنهم عاشوا تجربة الحياة خلف سياج. وأضافت "من يعتبرون أنفسهم محظوظين لأنهم عاشوا ليروا نهاية الحرب الباردة يعتقدون أنهم يستطيعون أن ينأوا بأنفسهم عن تطورات معينة للعولمة، هذا أمر غريب جدا بالنسبة لي". وهاجم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو ميركل كونها فتحت حدود ألمانيا أمام اللاجئين السوريين. وقالا إن ميركل فجرت تدفقا للاجئين لن تستطيع أوروبا أن تتعامل معه، في حين سيهدد "قيمها المسيحية". ورفضت المستشارة الألمانية هذه الحجج، وردت بالقول "ليس مقبولا أن يكون لدينا حرية في حركة نقل البضائع وتنقل الأفراد، وأن تقول بعض الدول لا يمكننا فعل هذا أو ذاك، ولا يمكننا قبول السوريين لأننا لسنا مستعدين بعد". الى ذلك، قال دبلوماسيون إن الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون رفض طلبا قدمه عدد كبير من الدول الأعضاء لإبقاء المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتيريس في منصبه عاما آخر في ظل تفاقم أزمة اللاجئين. وقالت مصادر من بينها رئيس اللجنة التنفيذية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن بان قرر مقاومة الضغوط لتمديد تفويضه عاما آخر واللجوء لعملية الانتخاب الطبيعية لإفساح المجال أمام مفوض سام جديد. الى ذلك، قال وزير المالية الألماني فولفجانج شيوبله إن تدفق مئات الآلاف من اللاجئين على أوروبا يعد جزءا من حقيقة العولمة. وتتوقع الحكومة الألمانية وصول 800 ألف شخص أو أكثر هذا العام وتقول وسائل الإعلام إن العدد قد يصل إلى 1.5 مليون شخص.
