بتاريخ 14 أغسطس 2013م نشرت جريدة «اليوم» مقالاً بعنوان (رشاش في غرفة الطوارئ) وتحدث المقال عن قيام مواطن بالدخول لغرفة الطوارئ في أحد المستشفيات بالمملكة، وهو يحمل سلاحا رشاشا. و قد كان ذلك الحدث يعكس بصورة واقعية ما تمر به بعض غرف الطوارئ. فهذه الغرف تستقبل ليس فقط حوادث وإصابات عرضية، ولكنها تستقبل حوادث جنائية بشتى أنواعها. ونحن و للأمانة لا نعطي غرف الطوارئ في مستشفياتنا حقها من الحماية والاحترام اللازم. و قبل عدة أيام تم تداول مقطع حيال عدم تعاون موظفي استقبال وممرضين وممرضات وأطباء و طبيبيات في غرفة الطوارئ التابعة لمستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الدمام، فيما يخص طفلا غريقا. ولمن يعرف هذه المستشفى والقائمين عليها علم من اللحظة الأولى أن هناك شيئا ما غير مكتمل في القصة. وبالفعل فهذا ما اتضح لاحقا عندما تبينت جميع الحقائق فيما يخص الفوضى التي قام بافتعالها والد الطفل الغريق (المتوفى أصلا). ورغم أننا نتعاطف مع هذا الأب ونعرف مدى ارتباكه وندعو له بالصبر وندعو لابنه بالرحمة، إلا أن الأسلوب الذي حاول التعامل به في غرفة الطوارئ من الممكن أن يؤدي إلى ما تحمد عقباه. ففي نهاية المطاف فموظف الاستقبال والطبيب في غرف الطوارئ هم بشر يتأثر بالمحيط الذي هو فيه، ومن الممكن أن يحدث رد فعل لا يعرف أحد عواقبه. وأما ما يخص مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، فمنذ افتتاحه قبل عشرات السنين، كان له دور كبير في علاج مئات الآلاف واستقبال مثل هذه الأعداد في غرف الطوارئ. وله سبق وباع طويل في إجراء عمليات معقدة بعضها كان يتم تطبيقها أول مرة على مستوى المنطقة في هذا المستشفى. ولا ننسى عشرات الآلاف من طالبات وطلاب الطب الذين تم تدريبهم في هذا المستشفى وأصبحوا في وقت لاحق من أمهر الأطباء و الطبيبات على مستوى المملكة ومنطقة الخليج. أي بمعنى آخر فتداول خبر عن رفض استقبال مريض في هذه المستشفى هو في الحقيقة شيء غير قابل للتصديق، ولا بد من التثبت منه قبل إثارة أي بلبلة في المجتمع. خاصة أن والد الطفل تحدث بأعلى صوته محملا غرفة الطوارئ مسؤولية وفاة ابنه. ولهذا ففي الوقت الحالي ورغم وجود لوائح واضحة لكيفية التعامل مع أي حالة مرضية في غرف الطوارئ لدينا في المملكة، إلا أنه من الضروري تغيير وتجديد بعض هذه اللوائح و كذلك يجب أن يتم إعطاء غرف الطوارئ صلاحيات أعلى. ففي الغرب لا تكاد تسمع صوتا في غرف الطوارئ بسبب هيبة هذه الغرف وصلاحية وهيبة من يعمل بها. وفي غرف الطوارئ في دول مثل الولاياتالمتحدة، يوجد رجال أمن مسلحون لإعطاء غرف الطوارئ هيبة واحتراما. وفي نهاية المطاف، فشكرنا لكل العاملين في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر.