اقتحمت مجموعات من المستوطنين اليهود، الاربعاء، المسجد الاقصى المبارك بلباسها التلمودي التقليدي والخاص بما يسمى "عيد الغفران" العبري، من باب المغاربة، بحراسات معززة ومشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. في الوقت نفسه، أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الاقصى بوجه المصلين في يوم عرفة، وفتحت ثلاثة ابواب فقط هي: حطة والسلسلة والناظر، ومنعت المواطنين ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من دخول المسجد المبارك، واضطر عدد كبير من المقدسيين أداء صلاة الفجر في الشوارع والطرقات. ونقضت الشرطة الإسرائيلية صباح الاربعاء التعهد الذي أبرمته مع دائرة الأوقاف الإسلامية بشأن اغلاق باب المغاربة في يوم عرفة، وتم فتح الباب أمام المستوطنين كالمعتاد، واعتبرت الاوقاف هذا الإجراء الإسرائيلي في يوم عرفة سابقة خطيرة ومؤشرا خطيرا له ما بعده. وحاولت مجموعات المستوطنين التي تقتحم الأقصى إقامة طقوس وشعائر تلمودية إلا أن حراس الأقصى أحبطوا محاولاتهم. وارتدى المستوطنون الذين بلغ عددهم 28 عنصرا في اقتحامات الاقصى، ملابس الكهنة، والتي يؤمن اليهود بأنها تستعمل في بناء الهيكل المزعوم وترتبط بشكل مباشر معه، الأمر الذي رأى به مراقبون خطوة تعكس أطماعهم المعلنة تجاه المسجد الأقصى. فيما شهدت أبواب المسجد الاقصى ومحيط باب السلسلة والمغاربة والمجلس توترا كبيرا، جراء استفزاز المستوطنين للمبعدين عن المسجد الأقصى، ما حدا بالاحتلال لاستنفار عناصره، بعد أن منع في وقت لاحق المعتصمين عند باب السلسلة من التجمع، وأجبرهم على التراجع لمسافة بعيدة من أجل تأمين مسارات المستوطنين المقتحمين. حصار عسكري يذكر أن قوات الاحتلال فرضت حصاراً عسكرياً محكماً على مدينة القدس، خاصة بلدتها القديمة، عشية عيد الغفران التلمودي منذ مساء أمس، وشددت إجراءاتها على الحواجز والمعابر العسكرية الثابتة على المداخل الرئيسية لمدينة القدس، ووضعت متاريس حديدة على بوابات القدس القديمة والاقصى المبارك، ونشرت أعدادا كبيرة من عناصر وحداتها الخاصة و"حرس الحدود" في الشوارع والطرقات المتاخمة لأسوار القدس، وداخل البلدة القديمة على طول الطرقات المؤدية الى المسجد الاقصى وباحة حائط البراق التي شهدت حشداً من المستوطنين اليهود الذين تجمعوا لإقامة طقوسٍ خاصة بالعيد العبري. الصلاة في الأقصى من جهة اخرى، قال الرئيس محمود عباس "أبو مازن" خلال مشاركته بافتتاح جامع موسكو الكبير إن من حق كل مسلمي العالم الصلاة في المسجد الأقصى. وأكد "أبو مازن" أن المسجد الأقصى حق إسلامي خالص ومن حق كل المسلمين الوصول إليه، معبرا عن رفض دولة فلسطين وحكومتها لأي إجراءات أو قرارات من الطرف الإسرائيلي قد تعيق وصول المسلمين إلى المسجد. ودعا المجتمع الدولي إلى توفير حماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية خدمة للسلام في العالم، متطرقا لما يحدث هذه الأيام من انتهاكات إسرائيلية في المسجد الأقصى في القدسالشرقية. من جانبه شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس عباس إدانته لما يحدث من انتهاكات إسرائيلية لحرمة المسجد الأقصى، ويدعو العالم إلى وقف هذه الممارسات. رسائل متطابقة في الوقت نفسه، بعث السفير الدكتور رياض منصور المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة في نيويورك، رسائل متطابقة الى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (الاتحاد الروسي) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، في متابعة لرسائله السابقة بشأن تصاعد التوتر بشكل خطير في القدسالشرقيةالمحتلة بسبب السياسات غير القانونية والأعمال الاستفزازية والتحريضية المستمرة من جانب إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ومستوطنيها المتطرفين ضد الشعب الفلسطيني وأراضيهم ومقدساتهم، وخاصة في الحرم الشريف والمسجد الأقصى. وذكر السفير منصور أن إسرائيل تزيد من تصعيد أعمال التحريض والاستفزاز في الوقت الذي يستعد فيه المسلمون الفلسطينيون للاحتفال بعيد الأضحى المبارك في حين أن المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، دعوا السلطة القائمة بالاحتلال الى ممارسة ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الاستفزازية والتحريضية والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن للحرم الشريف ولكن السلطة القائمة بالاحتلال، جنبا إلى جنب مع المستوطنين المتطرفين، يفعلون عكس ذلك تماما. وأضاف السفير منصور إن الوضع لا يزال متوترا للغاية بعد الهجمات العنيفة الاسبوع الماضي التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي جنبا إلى جنب مع المستوطنين المتطرفين ضد المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى والحرم الشريف. خلال هذه الهجمات، استخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة لمنع دخول المصلين الفلسطينيين وتسببت في إصابات خطيرة للمئات منهم من خلال استخدامها للغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المغلف بالمطاط. وذكر السفير منصور أن مثل هذه الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد الأطفال مستمرة مع استمرار السلطة القائمة بالاحتلال في التمتع بثقافة الإفلات من العقاب التي تشكل حماية لقواتها من التعرض للمساءلة عن الجرائم التي ترتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال. وتتضح ثقافة الإفلات من العقاب أيضا في طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي من المدعي العام الإسرائيلي "السماح" لقوات الاحتلال بإطلاق النار على رماة الحجارة الفلسطينيين في الأرض الفلسطينيةالمحتلة، بما فيها القدسالشرقية. بالإضافة إلى ما سبق، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسبوع الماضي باعتقال أكثر من 150 فلسطينيا تتراوح أعمار الغالبية منهم بين 13و20 سنة.