أقدّر كثيراً من يلجأ لبدء مشروع صغير ليحسن دخله المادي، فيحاول ترويج أعماله وطبخاته ومشغولاته وبضاعته عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، وشخصياً أعتبر ذلك من الطرق الذكية التي تعمد إلى تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في الحياة بشكل إيجابي، ومهما كانت نتائج هذه المشاريع تظل محاولات فعّالة، وتجارب تعلّم أصحابها الكثير. قد تظهر هذه الصور والاستعراضات التي نتصفحها شيئاً من العائد الإيجابي على الأسرة المتفرجة، فالتنويع والمنافسة يجعلان من سيدة المنزل تتفنن في تنسيق وترتيب مذاق وشكل الوجبة العائلية أو الديكورات وخطوط الموضة والأزياء، لكن يبقى ذلك الجزء السلبي في حال تعدّى الأمر مبتغاه، حين يصبح الشغل الشاغل للسيدات هو محاولة تقليد مشاهير «الانستغرام» وأثرياء «السناب شات» ما يكلف ذات العائلة مبالغ أكبر لتوفير ما يشبه سفراتهم ورحلاتهم ومطاعمهم وأوانيهم وأدواتهم التي يستخدمونها للتصوير. بالَإضافة لزيادة الطلب على جلسات التقشير والتبييض والليزر وإبر البوتكس. الغريب في الأمر أننا حتى عند مرحلة «الواتس أب» كانت السيدات مازلن يستخدمن كلمة (لحد يدري) وداري أموركم بالكتمان، وكن يخشين من العين والحسد. أما مرحلة هذين التطبيقين تحديداً (الانستغرام والسناب شات ) فقد كسرا قاعدة العيون، بل ملآها بكل ما يفشي الخصوصيات. فمرحلة «الانستغرام» تميزت بالأيدي والأرجل، بينما اكتفى الشباب باستعراض الملابس الجديدة والعضلات في الصالات الرياضية. أما مرحلة «السناب شات» فقد بدأنا نرى ونلاحظ ظهور الأعضاء الأخرى في الوجه، وكذلك باقي الملامح بشكل واضح، لأن المستخدمين يمكنهم تحديد مهلة زمنية لعرض لقطاتهم من صور ومقاطع فيديو من ثانية واحدة إلى 10 ثوان، وبعد ذلك يتم إخفاؤها من خوادم البرنامج ومن الجهاز المستلم. اشتهر العديد من الأشخاص من خلال هذا التطبيق وأصبحوا نجوماً بشخصياتهم التي لا قيود عليها ولا ضوابط لانتشارها، لأنها تقوم على الكثير من العفوية وأحياناً على اتقان خاصيات التعديل والتحرير عبر برامج ومؤثرات تسهم في تجميل المحتوى، إلا أن ذلك لا يعني أن كل النجوم هناك يستحقون ما هم عليه من شهرة، فبعضهم لم تصنعهم سوى التفاهة واللاشيء الذي يملكونه. لكن يبدو أن وجود شركات عالمية نجحت في التسويق عبر «سناب شات» يؤكّد كما يقول الخبراء: إن استخدام هذا التطبيق أصبح ضرورة في عصرنا الحالي، بل وضرورة متنامية مع الوقت، بسبب السرعة المذهلة التي ينتشر بها هذا التطبيق. لهذا سأحاول الحفاظ على الوقت الذي خصصته للمتابعة مهما كان قليلاً، فقد يحدث يوماً أن أفهم سرّ نمو هذا التطبيق الذي أدهشني أكثر من أي موقع آخر رغم بساطته.