تقييم: رصد عدد من المواقع الوهمية التي تنتحل هوية موقع "تقدير" لتقييم أضرار حوادث المركبات    نائب أمير مكة يطمئن على سير العمل في صالات الحج    %3.71 انخفاض سعر اكتتاب «أرامكو» عن آخر إغلاق    «الوزاري الخليجي» يبحث خطة العمل المشترك وتعزيز التعاون مع تركيا    مانشيني يخطط لنقاط الأردن    الجبير يرأس وفد المملكة في ملتقى «منغمسون في التغيير»    «الداخلية»: أمن الوطن والحجاج خط أحمر.. سنقف بحزم ضد الإخلال بالنظام    شرائح إنترنت واتصال مجانية لضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج    5 فواكه قليلة السكر هي الأفضل    دراسة جديدة تشكك في مدى دقة أدوات الذكاء الاصطناعي للبحث القانوني    السعودية للكهرباء (SEC) تكمل استعداداتها لموسم حج 1445ه ب20 مشروعاً جديداً    الطقس : حار إلى شديد الحرارة على معظم مناطق المملكة    ليس للمحتل حق «الدفاع عن النفس»..!    3.4٪ نمو الأنشطة غير النفطية خلال الربع الأول من العام 2024    مستشفيات وعيادات دله تواصل تقديم رعايتها الصحية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك    تعامل سريع لإنهاء إجراءات الحاج في صالات مطار جدة    صور مولود عابس.. تجذب ملايين المشاهدات !    رصد 1000 مخالفة نقل بمكة والمدينة    قميص النصر يخطف الأنظار في ودية البرتغال    مليون ريال مخالفات أسواق ومسالخ الرياض    بارقة أمل.. علاج يوقف سرطان الرئة    ختام العام الدراسي الحالي غداً.. العام الجديد في 14 صفر    بعدما صفع معجباً على وجهه.. هل يمثُل عمرو دياب أمام النيابة المصرية؟    الجبير يؤكد التزام المملكة بالتعاون مع المجتمع الدولي لحماية المحيطات والموارد البحرية    حارس الشباب رسميًا في الإتحاد    إعلانات الشركات على واتساب ب«الذكاء»    تحتفل برحيل زوجها وتوزع الحلوى    نصيحة للشعاراتيين: حجوا ولا تتهوروا    توفير الأدوية واللقاحات والخدمات الوقائية اللازمة.. منظومة متكاملة لخدمة الحجاج في منفذ الوديعة    نفائس «عروق بني معارض» في لوحات التراث الطبيعي    أثر التعليم في النمو الاقتصادي    الجامعات منارات التقدم    اطلاق برنامج أساسيات التطوُّع في الحج    وزير الدفاع يؤكد دعم المملكة للحكومة اليمنية    استفزاز المشاهير !    مَنْ مثلنا يكتبه عشقه ؟    مرسم حر    نادي الرياض يُتَوّج بكأس بطولة المملكة لسلة الكراسي    "صحة المدينة" تدشن "الربوت الذكي" بالمنطقة المركزية    "أرشدني".. آليات ذكية لإرشاد حافلات الحجاج    مناقشة الأمراض والتحديات الشائعة في موسم الحج    فرنسا وإنجلترا أبرز مرشحين للفوز بكأس أوروبا 2024    أزمة تنتظر لجان المسابقات بالشرقية.. القادسية والخليج دون ملعب!!    "جوتا" الاتحاد.. مطلوب في الدوري الإنجليزي    التنظيم والإدارة يخفِّفان الضغط النفسي.. مختصون: تجنُّب التوتّر يحسِّن جودة الحياة    «إنجليزية» تتسوق عبر الإنترنت وهي نائمة    رسائل الإسلام    المها الوضيحي يستظل تحت شجر الطلح في "محمية الإمام تركي"    رئيس وزراء باكستان يعود إلى بلاده بعد زيارة رسمية للصين    القلعة الأثرية    الأردن يدين الاعتداء الإسرائيلي الوحشي الذي استهدف مخيم النصيرات وسط غزة    الجهات الحكومية والفرق التطوعية تواصل تقديم خدماتها لضيوف الرحمن    فيصل بن مشعل يقف على مدينة حجاج البر.. ويشيد بجهود بلدية المذنب    هجوم شرس على عمرو دياب بسبب «صفعة» لمعجب    نائب أمير الشرقية يستقبل أعضاء «تنمية الموارد المالية»    "البحر الأحمر": جولة ثالثة لدعم مشاريع الأفلام    فرع هيئة الصحفيين بمكة ينظم ورشة الإعلام في الحج    فقدت والدها يوم التخرج.. وجامعة حائل تكفكف دموعها !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الصحة»: 80 % من مصابي «كورونا» غير مخالطين للإبل
نشر في اليوم يوم 10 - 09 - 2015

منذ ظهور فيروس «كورونا» قبل ثلاثة أعوام، إلا أن جميع تلك المحاولات الجادة للسيطرة عليه لم تفلح، حيث يحتاج أي مرض جديد يكتشف إلى وقت طويل وجهود مضنية حتى يتم ابتكار تركيبة علاجية ناجعة له، تحتاج تلك التركيبة إلى مدة طويلة أخرى لاختباره واكتشاف مدى فاعليته وعيوبه.
ومع مرور الأيام بدأ فيروس «كورونا» بإثارة المخاوف والتساؤلات بين الناس بشكل ملحوظ، خاصة مع تزايد حالات الاصابة والوفيات الناجمة عنه، كذلك كثر ما يثار حوله في مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من معلومات واجتهادات غالباً تأتي مبنية على أسس غير سليمة، وتكهنات لم تثبت صحتها علمياً، تصدر من فئات غير مدركة لخطورة الإشاعة على الفرد والمجتمع، ومنها من يهدف للحصول على مكاسب معينة وشهرة على حساب مشاعر الآخرين.
(اليوم) ومن منطلق حرصها الدائم على نقل الصورة الحقيقية والاطروحات الواقعية والمعلومة الدقيقة لقرائها استضافت كلا من الأستاذ الدكتور هايل العبدلي والأستاذة الدكتورة هدى بخاري، وهما من أصحاب الخبرة الواسعة ومن ذوي الاختصاص في مجال مكافحة الأمراض المعدية. وفيما يلي نستعرض ما تم نقاشه من محاور وتساؤلات مع الضيوف.
تحدث الدكتور هايل العبدلي عن أن بداية اكتشاف مرض كورونا كانت منذ شهر سبتمبر 2012م، ملخصها كان حول ظهور حالة في منطقة بيشة، ليذهب بعدها صاحب الحالة إلى جدة، حيث تم هناك اتخاذ إجراءات العزل وإرسال عينة من الفيروس إلى هولندا، ومن هنا تم التعرف على هذا الفيروس الجديد، وبدأ بعد ذلك اكتشاف حالات مماثلة نتيجة التبحر في عمليات الكشف والبحث، بغرض التعرف أكثر على هذا الفيروس الجديد، وبالتالي من هنا تم اكتشاف المزيد من الحالات لنصل إلى العام 2013م، حين ظهرت في شرق المملكة، وتحديداً في محافظة الأحساء حالات تم تسجيلها خلال شهر مايو، بعدها سجل بقية العام هدوءا في النسب المرصودة من حالات الإصابة بالمرض، ليعود في العام 2014م، للظهور مجدداً في مدينة جدة لتسجل تلك الفترة أكبر نسبة تفش للمرض، قياساً على عدد الحالات التي تم رصدها في مستشفيات المنطقة، ثم عاد بشكل أقل بداية العام 2015م، إلى أن وصل إلى مستوى التفشي في شهر أغسطس الماضي، وبعد رصد الحالات في مستشفى الحرس الوطني، ولعل ما ذكرت آنفاً يوضح أن هناك ضعفاً في التوعية بخطورة هذا المرض، وكذلك سبل الوقاية منه مما يؤدي إلى عدم تفاعل العنصر الأساسي والأهم من الطبيب والباحث ألا وهو الفرد الذي يجب أن يكون جزءاً من الحل، بدلاً من انتظار وصول العلاج أو البحث عن خيارات غير واقعية فالأجدر بالجميع أن يتعاونوا مع المختصين في كل ما يتعلق بمسألة مكافحة هذا الفيروس سواء بالامتثال للنصائح التي يقدمونها والتفاعل الايجابي مع الأطروحات والمبادرات التي تخدم ذلك.
ما هو كورونا؟
ويضيف الدكتور العبدلي أنه لو أردنا أن نبسط الأمر أكثر في تعريف متلازمة الشرق الأوسط التنفسية «كورونا»، فيمكننا القول إنها مرض تنفسي يشبه الانفلونزا في الأعراض وطريقة الانتقال والعدوى، حيث ينتقل الفيروس بالتعرض للرذاذ من الشخص المصاب بالفيروس، وقدر المسافة التي بالإمكان أن ينتشر بها الرذاذ بأنها تعادل مسافة العطس الطبيعي، والتي تقدر نسبياً بما يصل للمترين، لكن يضاف سبب للإصابة ب «كورونا»، حيث يمكنه الانتقال عن طريق ملامسة الأسطح.
وشدد على أهمية الالتزام بالسبل والإرشادات الوقائية الخاصة بالحماية من الاصابة، مثل المداومة على غسل اليدين جيدًا خصوصًا بعد السعال أو العطاس وقبل تناول الأطعمة أو إعدادها، وعند التعامل مع المصابين أو الأغراض الشخصية لهم، أيضا الحرص قدر الامكان على عدم ملامسة العين باليدين، لأنها قد تنقل لها الفيروس بعد ملامسة أحد الأسطح، كذلك تجنب الاقتراب من المصابين والحفاظ على النظافة بشكل عام.
الوقاية هي الحل
وبين الدكتور هايل أن الوقاية هي الطريق الأفضل، والسلاح الحقيقي الذي يجب ان يواجه به هذا المرض، الذي لا يزال يعتبر جديداً، وبالتالي الأبحاث تحتاج مزيداً من الوقت للتوصل للقاح مضاد، وخاصة أن نسبة الوفاة نتيجة الاصابة ب «كورونا» تعتبر عالية، فهي وصلت مؤخراً إلى 43%، وهو ما يثير مخاوف الناس، وهنا نوضح أن نسبة ظهوره على الاصحاء اقل ممن عندهم أمراض مزمنة، فلديه قابلية أكبر مع كبار السن أصحاب الأمراض المزمنة، وبالتالي هناك علاقة مع مدى مناعة الجسم، فمن حيث السن تجده نادراً عند الأطفال، وكلما زاد سن الانسان زادت نسبة احتمال الاصابة التي تكون قليلة بين الأشخاص الذين يعتبرون أصحاء، ولا يعانون من أي مرض مزمن يسبب له ضعفا في المناعة، وقد يخطئ الكثير تفسير هذه النقطة ضعف المناعة، ولكننا هنا لا نقصد مرضاً محدداً كما يذهب الكثيرون عند طرح نقطة الأمراض التي تسبب ضعف مناعة الجسم إلى أنها تنحصر في السرطان أو الإيدز مثلاً، وهذا الاعتقاد غير واقعي، فالأمراض المزمنة على سبيل المثال لا الحصر أمراض قلب أو أمراض الكلى أو أمراض الكبد، وحتى السكر، يكون لها تأثير وضعف في مناعة الجسم، وبالتالي زيادة احتمالية الاصابة، وقد يتساءل الكثير عن مصدر الفيروس وهو ما يجدر توضيحه أن مصادر الفيروسات غالباً حيوانات تكون حاملة لها، لا يكون لها أي تأثير على تلك الحيوانات ولكن يختلف الأمر عندما تنتقل هذه الفيروسات إلى الانسان، وفي حالة «كورونا» الثابت أن مصدرها حيواني وهو الجمال، رغم أنها لا تظهر عليها آثار، بينما الانسان يكون تلقيه مختلفاً بالتفاعل مع هذا الفيروس، وهو ما يقودنا للحديث عن آلية عمل هذا الفيروس، الذي كما ذكرنا انه مرض يصيب الجهاز التنفسي، وكوصف أدق يصيب المستقبلات بالجهاز التي تؤدي إلى تكاثر الفيروس، وهو ما يجعل مسحة الأنف هي طريقة أخذ العينة المطلوبة للتحليل والكشف عن «كورونا»، ولكن مع وصول الفيروس إلى المستقبلات في الأنف يتكاثر بعده عدة تفاعلات ليستمر في النزول إلى الرئة، وبالتالي يسبب التهابا رئويا حادا، يعيق الرئة عن القيام بعملها، وفي مرحلة متقدمة يُفشل عملها، وهذا يؤدي إلى الوفاة وضعف مناعة الجسم.
تفاعل الانسان مع الفيروس متفاوت
وأكدت الدكتورة هدى بخاري أن تفاعل جسم الإنسان مع الفيروس يختلف من حالة إلى أخرى، وبحسب طبيعة الجسم وقدرته المناعية، وبالرغم أن المرض قد أكمل ثلاث سنوات منذ اكتشاف أول حالة له، إلا أن الأبحاث لم تصل إلى إيجاد اللقاح المضاد.
وتضيف «يجب أن يعلم الجميع أن هذا أمر طبيعي في تاريخ البحوث الطبية، وعلى سبيل المثال مرض «أيبولا» مكتشف منذ عام 1976م، ولم يتم اكتشاف لقاح مضاد له إلا قبل فترة بسيطة، فمسألة الأبحاث بغرض اكتشاف لقاح لمرض معين تهدف في البداية إلى معرفة كيفية تكون ذلك الفيروس وطريقة عمله، وأين هي مواضع ضعفه وغيرها من الأمور التي تقودنا إلى إيجاد الطريق الصحيح لكي نبدأ العمل ضده، وهذه الخطوات تأخذ وقتاً كونها تمر بعدة مراحل، ولكل مرحلة متطلباتها الزمنية، والتي يحتاجها فريق البحث، وبالإمكان أن نبسط الفكرة أكثر بما يتعلق بمراحل البحوث الخاصة بإيجاد الأدوية المضادة للأمراض المعدية، إلى أنها تبدأ بدراسة الخلايا ومن ثم دراسة الحيوانات المخبرية بغرض ايجاد مضادات تمنع ارتباط الفيروس بالخلية، وهو الحاصل في مرض «كورونا»، ومن ثم تتجه البحوث نحو الانسان للتأكد من مسألة السمية وهل العلاج المكتشف آمن للإنسان، من ثم ينتقل لمرحلة اعتبار الدواء يصلح لاستخدام الإنسان للعلاج من هذا المرض، وبالنسبة ل «كورونا» نحن لا نزال في مرحلة الحيوانات المخبرية.
الكورونا ليس انفلونزا
وتكمل الدكتورة بخاري حديثها وتبين أن الإشارة إلى الاعتقاد الخاطئ لدى الكثيرين وهو أن «كورونا» هو نوع من الأنفلونزا، وبالتالي أن لقاح الأنفلونزا جدير بأن يكون علاجاً مضاداً أو واقياً له، فهذا الكلام غير دقيق نظراً للاختلاف في مكونات المرضين، وإن كان السبب وراء شيوع ذلك الاعتقاد هو أن بعض الأطباء يقررون استخدام أدوية الانفلونزا عطفاً على أن هناك بعض الدلائل أو المؤشرات بأن أدوية الأنفلونزا تساعد المريض في المراحل الاولية للإصابة، ولكن هذا التصرف يأتي من منطلق أن الطبيب يفضل أن يتخذ هذا القرار عوضاً عن ترك المريض دون علاج، وهو ما يؤكده الدكتور هايل بأن هناك بعض البحوث التي تعطينا مؤشرات بان المريض قد يستجيب لبعض الموجود لدينا من الخيارات العلاجية، وهو ما يقوم به الطبيب غالباً عند مواجهة مرض ليس له علاج مكتشف بعد مثل الوضع الحالي مع «كورونا» بان يقرر الطبيب ان يعطي المصاب الادوية التي قد تشكل الخيار الاقرب لإنقاذ حياته بناءً على المعطيات المتوفرة لديه أيضا ونسبة الاستجابة التي تختلف من مريض إلى آخر فهو خيار افضل من أن يترك المريض يفارق الحياة دون أي محاولة لعلاجه وإن كان على دراية بأن العلاج لم يكتشف بعد، فبالإمكان مساعدة المريض على تجاوزه بالمضادات المتوافرة، وكذلك بأجهزة دعم التنفس وغيرها من الخطط العلاجية التي تساهم في دعم الجسم، وإعطائه فرصة لكي ينتج مضادات لهذا الفيروس الذي يهاجمه بالتالي يتجاوز تلك المرحلة ليصل إلى الشفاء، وهو ما نجد له مثالاً مشابها في حالات مرضى الكبد ولكن لا تزال تحتاج المزيد من التعمق وخاصة انها تحدث نتائج ايجابية، وإن كانت لم تصل للشفاء النهائي.
أسلوب الحياة جزء مهم من الحل
ويضيف دكتور العبدلي أن سلوك الفرد في المجتمع مهم جداً للحد من انتشار المرض حيث إن الدراسات وجدت أن نسبة الحالات المصابة ب «كورونا» نتيجة مخالطة الجمال لا تتجاوز 20% هذا يعني ان 80% لا يزال غير معروف تماماً من أين أتتهم العدوى، وهو ما يجعلنا نفكر بنظرية الوسيط الناقل، مثل أن يكون أصيب من صديق حامل للفيروس لكنه صحيح او جسمه قوي وبالتالي لم تظهر عليه الأعراض القاسية للمرض ولكن نقله لآخر أقل قدرة مناعية كذلك مسألة المستشفيات، والمراجعين الذين قد يأتي أحدهم وهو حامل للفيروس فيجد في المستشفى أفضل بيئة حاضنة للمرض كونه مليئا بالأشخاص المرضى وضعاف المناعة، وهذا التصرف يقودني للتنويه عما احب ان اسميه بالإنكار لحقيقة «كورونا» وأن مصدره الجمال، فنحن نواجه ذلك الانكار ليس فقط من افراد المجتمع المالكين لها، ولكن ايضا من اطباء بيطريين وآخرين بشريين، وهنا أؤكد لهم جميعا اننا لا نقول إن الجمال جميعها مريضة، وحين نقول اننا يجب ان نحتوي المصدر فنحن لا نشير إلى إحتمالية القضاء عليها، لكن المقصد هو اتباع الطريق السليمة التي تقي بإذن الله من وصول هذا المرض وغيره من الأمراض التي يكون الحيوان حاملاً لفيروسها، لكنه لا يشكل له أي مشكلة اذا انتقل للإنسان يكون خطراً على حياته.
تعاون الجهات المعنية
وتضيف دكتورة هدى: يجب ان يكون هناك تعاون بين الوزارات والقطاعات المعنية بهذا الأمر لكي تفرض قوانين تنظم الممارسات الخاصة برعاية وتجارة الإبل، وكذلك تنظم عمل المسالخ من حيث تحديد الأماكن التي يتم فيها رعاية الإبل، وأن تكون بعيدة قدر الامكان، وهو ما يجب ان ينطبق ايضا على المسالخ الخاصة، وأيضا توعية جميع من يتعامل معها بالتقيد بكافة الاحترازات الوقائية من اللباس وقواعد النظافة الشخصية والعامة للمكان الذي يتم فيه التعامل مع الجمال، خاصة أن المحاولات التثقيفية والتوعوية الحالية لا تعتبر كافية، بل اجدها بدائية ولم نلمس منها التجاوب المطلوب من الأفراد المستهدفين منها، فهي بحاجة إلى قوانين صارمة تصاحب تلك الحملات التوعوية تعيننا على تجاوز ما نسميه بمرحلة «الاصرار على تجاهل الحقيقة» من قبل الكثيرين من المعنيين بموضوع الجمال، وعدم رغبتهم في التفاعل مع أي نشاط يخدم هذا الموضوع، والسبب غالباً أن الرسائل التي تصلهم بهذا الشأن خاطئة أو غير واضحة والبعض يذهب إلى حجة أن الجمال موجودة لدينا منذ سنوات، وهي قناعة ناتجة عن قلة لإدراك حقيقة تكون هذا الفيروس، والطريقة التي انتقل بها إلى الإنسان حديثاً..
تجربة كوريا و «كورونا»
ولو تحدثنا عن تجربة كوريا في محاربة «كورونا» وبالرغم من انها لا توجد لديها بيئة حاضنة، فالمرض وصلها نتيجة مريض قادم من الشرق الأوسط، إلا أن تفاعلها السريع مع الموضوع وإجراءات العزل والوقاية التي طالت الآلاف من مواطنيهم في ظل استيعاب ليس لطبيعة المرض بل لأهمية مكافحته وخطورته على الانسان، وهو مبدأ يجب أن ينطلق منه الجميع في هذا الاتجاه، فحياة الفرد وسلامة المجتمع أهم من أي خسائر أخرى يمكن ان تعوض؛ فحين يكون هناك مرض مصدره حيواني ينتقل إلى الانسان صعب جداً بل شبه مستحيل ان تسيطر على المرض ما لم تسيطر على مصدره بنظام واضح وتوعية تشمل تفاعل جميع الأطراف المعنية لإنجاح عملية مكافحة الأمراض المعدية.
قوانين صريحة
وهو ما يؤكده الدكتور هايل بأن القوانين الصريحة يجب أن تأتي مصاحبة للحملات التوعوية التي لا تزال بحاجة لمزيد من التطوير والتوسع لتصل إلى النتائج المرجوة منها، ونشر توعية أوسع لجميع الشرائح الممكنة من أفراد المجتمع، بأهمية التفاعل مع الموضوع وأنهم سيكونون جزءاً من الحل بإذن الله، في حال تم تغيير الكثير من الممارسات سواء التي تتعلق بمن يتعاملون مع الجمال أو بما يتعلق بسلوك الفرد في حياته العامة.. مثال بسيط أنه ثبت أن الجمال التي تكون تحت الرعاية بطريقة «التكدس» هي التي سجلت حالات ايجابية بما يتعلق بالإصابة ب «كورونا» بينما النسبة كانت اقل من التي كانت ترعى في الأرض بمساحات مكشوفة ومتفرقة.
لا يوجد قانون للعزل الإجباري
ويضيف «كذلك يجب أن يرتفع مستوى الإدراك لدى الفرد بما يتعلق بقوانين التنقل والتي قد تجعله عرضة للإصابة أو نقل المرض خاصة اذا كان غير متعامل مع الجمال بشكل مباشر»، بل يعرف اشخاصاً لهم ذات المجال، وكذلك نأتي لمسألة المستشفيات وعدم التقيد بنصائح الطبيب بما يتعلق بحالات الاشتباه فحين يطلب من شخص مشتبه بالإصابة الدخول للتنويم، اذا كان الشخص مصاباً فبعضهم يرفض ويصر على الذهاب للمنزل وهو ما لا يستطيع الطبيب أن يمنعه، فليس من صلاحيته حجر شخص أو عزله، لأن أي اجراء يتعلق بتقييد حرية الإنسان يجب أن يستصدر له قانون من وزارة الداخلية.
وقد صادفنا حالات أخرى يصر فيها طرف غير مصاب على مرافقة أو زيارة طرف آخر مصاب قريب له من الدرجة الأولى، مثلا حين يكون المريض أحد والديه ويرفض أن يعزل لوحده ويصر على البقاء معه إلى أن تثبت الاصابة وحينها يكون الوقت تأخر وربما يكون قد أخذ العدوى لينقلها لبقية المرضى بالمستشفى أو الأصحاء بالخارج، لأنه حين مرافقته لا يجلس بغرف العزل بل يظل يتجول في أروقة المستشفى أو زيارة المرضى الآخرين وهو مخالط لمريض مصاب، وقد يكن وقتها مصاباً بسبب عناده وعدم تفهمه لخطر ما قام به، وأن النظرة العاطفية أحيانا قد لا تحل المشكلة.
وطالب الدكتور العبدلي بأن يكون هناك تطور في الأبحاث، باعثاً برسالة إلى الجامعات التي يفترض أن تدعم بشكل أكبر كافة البحوث العلمية، وخاصة في الوقت الراهن المتعلقة ب «كورونا». وعدم الاعتقاد أن هذا من أدوار وزارة الصحة، لأن وزارة الصحة بالنهاية وزارة خدمية بينما البحوث الاكاديمية هي من اختصاص الجامعات؛ ومن جانبها وزارة الصحة تؤيد دائما أي تعاون بهذا الخصوص.
احذروا تجار «الوهم»
ويضيف الدكتور العبدلي «أحب أن أحذر أفراد المجتمع من الوقوع ضحية الأفراد الذين اعتادوا على استغلال الناس وعواطفهم في مثل هذه المسائل، وأقصد بالحديث الأشخاص الذين يبحثون لأنفسهم عن طوق نجاة وهمي خارج النطاق العلمي فيدعون ان لديهم العلاج الشافي لمرض لا يزال الطب يبحث عن علاج له». ويقول «الحل عندي» ليأتيك بوصفة يدعي أنها تعالج أموراً للأسف ليس لبعضها علاقة ببعض. وهو ما لمسته شخصياً من الكثير من المرضى الذين كانوا يعانون من السرطان أو الايدز؛ فمثلا انهم فعلا بحثوا عن حلول عند هؤلاء الأشخاص بل تكبدوا مشاق السفر للوصول اليهم في كثير من الحالات، وهو ما أعجب ظهوره مؤخراً بما يتعلق بمسألة كورونا لذا ارجو من جميع افراد المجتمع الحذر منهم وعدم التعامل مع من يبيع الوهم.
التعامل مع وفيات «كورونا»
واستطرد قائلاً: «أحب أن أشير إلى تساؤل طرح مؤخراً حول كيفية التعامل مع المتوفى نتيجة «كورونا» من حيث اجراءات الغسل والدفن وهل يبقى خطر الفيروس بعد الوفاة. وهنا ألخص الاجابة في أن وزارة الشؤون البلدين والقروية لديها ما يسمى بإدارة التجهيزات الخاصة بالوقاية لمغسلي الموتى، ويقومون بتغليف الميت بغطاء خاص بالبلاستيك بشكل جيد، ولا يمنع أهله من المشاركة بغسل ميتهم، بشرط أن يلتزموا بذات الاجراءات الوقائية واللباس الذي يخصص لذلك. لأن الفيروس لا يزال يعمل على السطح ولكن إذا أصبح تحت الأرض تقل احتمالية انتقال الفيروس، ان لم تنتف لان الرذاذ والمخالطة هما سبيلا انتقاله بين البشر.
مشكلتنا مع العزل
دكتورة هدى بخاري: أريد أن أعود إلى مسألة العزل، واشدد على أن يكون العزل على الاشتباه وليس على التأكيد لأن الوضع الراهن لا يتم عزل المريض إلا بعد التأكد من إصابته وقد ساهم هذا في انتشار المرض بين المرضى الآخرين في المستشفى، ووصل إلى بعض الكوادر الصحية ولكن الصعوبة في تطبيق هذه الفكرة تكمن في عوامل اساسية ابرزها رفض المريض وهو ما ذكر سابقاً أننا كأطباء لا نملك صلاحية فرض أو تقييد حرية مريض يرغب الخروج، ما لم تثبت اصابته بالمرض وكذلك كثرة الأعداد التي سيتم عزلها والتي ستعتبر كبيرة قياساً على الامكانات الموجودة، والسبب يعود إلى تشابه الأعراض لكورونا بأعراض الأنفلونزا، ولو تم تحديد نسبة التأكيد مقارنة بالاشتباه من هذا المنطلق سنجد انها لن تتجاوز 3%».
تهرب من التقييد
وتضيف دكتورة هدى أن قوانين مكافحة العدوى حين نتحدث عنها مع الزملاء في المنشآت الصحية ينظرون إليها نظرة فرض رأي أو تقييد، لكن مع الوقت ثبت أن ما نصبو إليه هو حماية الجميع سواء المرضى او الكوادر الصحية من أي إصابة أو عدوى بالفيروسات والأمراض المعدية. فطبيعة البشر لا تحب أي شكل من اشكال التقييد وتعتبر قواعد مكافحة العدوى نوعا من التقييد لا تشعر بالارتياح بالالتزام به باستمرار ولكن من يكون في موقع المسئول يفترض أن يكون صارما في قرارات يعلم انها تأتي بالمصلحة للجميع.
ختاماً أقول ان الدروس تأتي من الأمور الكبيرة ويجب أن يستفاد منها لتحسين الأداء لمكافحة أمثالها مستقبلاً، ومع كورونا لوحظ ارتفاع في مستوى استيعاب الكثيرين ممن لم يحبذوا الالتزام بمسألة الإجراءات الوقائية سواء في المنشآت الصحية أو في الحياة العامة.
مسألة وقت ولكن
وتكمل الدكتورة بخاري: نجاح الطبيب في أن يكون سبباً بتحقيق الوقاية وليس العلاج. فعند نظرنا لمرض الحصبة على سبيل المثال التي انقرضت بينما كانت قاتلة في وقت مضى؛ أيضا العنقز أو التهاب السحايا لم يكن له تطعيم؛ والآن انتهى، لذلك يجب أن ندرك أن أي دواء سيأخذ وقتا لكي يكتشف لذلك، الوقاية ثم الوقاية؛ هي الحل وسبيل النجاة، والمعرفة هي السلاح الذي نريد ان نوصله للناس لمواجهة «كورونا» أو أي من الفيروسات والأمراض.
سيرة ذاتية
* الأستاذ الدكتور هايل العبدلي هو مدير عام الإدارة العامة لمكافحة عدوى المنشآت الصحية ورئيس منصة الوقاية من العدوى والسيطرة في مركز القيادة والتحكم ويتمتع بخبرة واسعة في مجالات الأمراض المعدية كما تقلّد عدة مناصب قيادية وحاصل على جائزة الزمالة في علم الفطريات من جمعية الأمراض المعدية الأمريكية ومشارك في عضوية العديد من اللجان والإدارات المحلية والعالمية المختصة في مجال الأمراض المعدية ومكافحة العدوى.
* الأستاذة الدكتورة هدى عبدالرحيم بخاري هي رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية للأحياء الدقيقة والأمراض المعدية ورئيسة قسم الأحياء الدقيقة بكلية الطب وعضو هيئة التدريس بجامعة الدمام، ورئيسة لجنة مكافحة العدوى بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر ولها العديد من الأبحاث والمشاركات في مؤتمرات محلية ودولية بمجال الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية.
وزارة الصحة اطلقت حملة للتعريف عن الفيروس وطرق الوقاية
ضعف مناعة الجسم يؤدي لاحتمالية الإصابة بالمرض
قوانين مكافحة العدوى ساهمت في حماية المرضى والكادر الطبي من الامراض المعدية
غياب قانون العزل الاجباري للمصابين
ثبت علمياً ان مصدر الكورونا جمال تكون حاملة للمرض ثم ينتقل للانسان بالمخالطة
الزميل عمر الشدي خلال ادارة الندوة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.