هل يتذكر القارئ السباح الأمريكي مايكل فيلبس الذي حصل على أكبر عدد من الميداليات الذهبية في السباحة. واصبح من أكثر السباحين نجومية في الدورات الأولمبية والمسابقات القارية التي حطم فيها جميع الأرقام القياسية العالمية. ولكن قد لا يعرف الكثير عن أنه كان يعتبر معاقا لأنه كان يعاني من اضطراب عدم التركيز. ولكنه أصبح نجما عالميا تتهافت عليه كبرى شركات الدعاية والإعلان في أمريكا بصفقات تصل إلى الملايين. وفي الماضي كتبنا عن حاجتنا في المملكة بضرورة فتح فصول أو مدارس متخصصة للتعامل مع من يكون لديه أي نوع من الإعاقة مهما كانت صغيرة. لأن بعض الإعاقات قد تؤثر على حياة الطفل حتى لو كانت الإعاقة بسيطة. فمعلوم أن الأطفال الصغار يتعرضون إلى ضغوط وتعليقات من زملائهم أو نظرة مختلفة من المجتمع. ولا يتحمل هذه الضغوط إلا القليل. وهذا ما حصل للشاب السعودي محمد القحطاني الذي تحمل الكثير. فمن هو هذا الشاب وما هي قصته؟ ببساطة هو مواطن سعودي أثبت أنه وبالعزيمة وعدم الاكتراث لما يدور حوله من همز ولمز، استطاع أن يصبح ليس نجما محليا ولكن أصبح نجما عالميا. في الحقيقة أنا لا أعرف هذا الشاب السعودي ولكن سمعت عنه من الكاتب بجريدة اليوم الأستاذ صالح بن حنيتم الذي كان يحدثني عنه عندما طلب مني في وقت سابق حضور ما يسمى (التوست ماسترز) الذي لم أفهم ما هو إلا لاحقا من زميل آخر من بلدة الطرف بالأحساء وهو الأستاذ محمد الخلفان والذي أبلغني قبل فترة أنه سيغادر إلى مدينة لاس فيغاس لحضور منافسة في الخطابة. وبعدها علمت بفوز الشاب السعودي محمد القحطاني على مستوى العالم رغم أن الكلمة والتقديم كانت باللغة الانجليزية. وهذا شيء مشرف للشباب السعودي. ولكن الغريب هو فوز محمد القحطاني بمسابقة في الخطابة على المستوى العالمي في وقت حسب ما ذكره الزملاء بأنه كان في صغره مصابا بإعاقة فيما يخص النطق. وكان يتأتئ كثيرا. بل يقال انه لم ينطق أول كلمة إلا بعد بلوغه سن السادسة. وبالطبع كونه يتأتئ في صغره فلك تخيل الضغوط النفسية عليه. وكان من الممكن أن يجلس في بيته ويمتنع عن دخول المدرسة. ولكن انتهى به المطاف ليكون موظفا بشركة ارامكو السعودية. وبعد ان رأيت الشريط الخاص بالمسابقة فقد لاحظت ليس مهارته الخطابية فقط بل كان أسلوب بدايته بطريقة فكاهية ولكن عبر الحديث عن معلومة علمية ويشابه إلى حد كبير أسلوب الفكاهي الأمريكي جيري ساينفيلد. ورغم فرحي بما تم إنجازه إلا أنني تذكرت أن هناك الآلاف في مجتمعنا مثل الشاب محمد ولكن مجتمعنا لم ينتبه إلى أنهم كنوز وطنية في المهارات وكل ما يحتاجونه هو قليل من الاهتمام وكثير من المراعاة لظروفهم. وأخيرا لا ننسى شكر موظف ارامكو المتقاعد نذير القاسم الذي سافر على حسابه الخاص فقط ليقف مع ابن البلد محمد القحطاني.