هناك الكثير من فنون التواصل بين أطراف مختلفة إلا أن أصعب فنون التواصل هي التي تكون بين الخصوم والتي يحتاج فيها المرء إلى إصدار بعض الرسائل وايصالها بطريقة ما إلى الخصوم. وإذا نظرنا إلى مفهوم التواصل نجد أنه مفهوم الاتصال حيث يرجع أصل كلمة اتصال Communication إلى الكلمة اللاتينية Communis ومعناها Common أي «مشترك» أو «عام» وبالتالى فإن الاتصال هو العملية التي تتضمن المشاركة أو التفاهم حول فكرة أو إحساس أو سلوك أو اتجاه أو فعل ما. الاتصال أيضا هو العملية التي يتم بها نقل المعلومات والمعاني والأفكار من شخص إلى آخر أو آخرين بصورة تحقق الأهداف المنشودة في المنشأة أو في أي جماعة من الناس ذات نشاط اجتماعي. في عصر المعلومات، علينا إرسال وتلقي ومعالجة الرسائل يومياً. ولكن التواصل الفعال هو أكثر من مجرد تبادل للمعلومات؛ إنه فهم ما وراء هذه المعلومات. ويستند فن التواصل لدى كل إنسان أو جهة ما على مجموعة من الأسس التي يعتمد عليها يأتي في مقدمتها الرغبة في تحقيق مصالح شخصية أو التخلص من ضغوط يقوم بها أحد الأطراف على الآخر، أو محاولة الوصول إلى مستوى معين من الإمكانات. وبهذا يكون لكل إنسان القدرة على التواصل بطريقته الخاصة وحسب إدراكه للأمور وطبيعة البيئة المحيطة به وأخطارها وطريقة تفاعله مع هذه البيئة وطبيعة الأخطار التي تدور حوله. لذا ينبغي أن نتوقع الخطأ والزلل من الآخرين، فعليك أن تكون حكيمًا مع الناس كاظمًا لغيظك رفيقًا بهم مقدرًا طبيعة تكوينهم، وطبيعة أهدافهم وما يرمون إليه. ولابد من الإشارة هنا إلى أن أهمية الاتصال الفعال في حياة الإداري الناجح تأتي من خلال ما أثبتته الدراسات التي أجريت في مجال «السلوك الإداري» الى أن الجزء الأكبر من وقت رجل الإدارة يقضيه في الاتصال مع الآخرين، وقد أظهرت إحدى الدراسات أن الإداريين يقضون ما بين 70% و80% من وقتهم في شكل من أشكال الاتصال ،نظراً لأن كل جانب من جوانب الإدارة يرتبط بطريقة عملية الاتصال وهو بدوره مؤثر كعامل من عوامل نجاح الأداء في هذه الجزئية أم فشلها. لذلك يعد الاتصال الفعال من الأدوار المهمة للقائد والذي من خلاله يستطيع أن يحقق العديد من الأهداف ولابد للقائد أن يوجد البيئة المناسبة لتحقيق الاتصال الناجح ومن ثم الوصول إلى الأهداف التي يرغب في تحقيقها، والتعامل الناجح مع الأطراف التي تهدف هي الأخرى إلى الوصول إلى أهدافها. وبالتالي تحقيق التفوق والانتصار في النهاية من خلال فهم طبيعة الموقف، والحصول على كافة المعلومات الدقيقة، حول نوايا الآخرين وقدراتهم، وصدق نواياهم، ومدى التزامهم. نصل في النهاية إلى أن الاتصال من أهم الوسائل التي تتبعها الإدارة الناجحة لتسيير جميع أعمالها، فالاتصال التنظيمي هو اتصال من أجل تنظيم العمل بهدف خلق جو من التفاهم والتعاون والتنسيق، والاتصالات بشقيها الداخلي والخارجي تمثل العصب الرئيسي لنقل البيانات والمعلومات ونشر المعرفة وبالتالي إتاحة استخدامها في عملية صنع القرارات الرشيدة والسليمة. ان العلاقات البينية في حاجة إلى وقفة جادة لإزالة ما يعترضها من عقبات، وذلك لإصلاح كل خلل بها ومن ثم تحقيق الوصول إلى مصالح مشتركة ومنافع متبادلة يدرك من خلالها الآخر مدى قدرتها على التصدي وتحقيق النجاح لمصالحنا وألا نترك أنفسنا لأمواج البحر تتقاذفنا دون أن يكون في يدنا دفة السفينة نوجهها حيث تكون مصالحنا دون الإضرار بالآخرين.