كلنا نقولها: سامحني! أعتقد أن من أهم ما نحتاجه اليوم: العفو والمسامحة والتسامي على الخلافات التافهة، بشرط أن يكون هذا التسامح صادقاً وصادراً من القلب لا مجرد مجاملات أو بحثاً عن مصالح أو خضوعاً لإحراجات! فالنطق بكلمة (سامحني) بقوة الصدق والإخلاص والعزم على عدم العودة إلى الخطأ والتقصير يعطي هذه الكلمة حياة ويجعل لها أثراً، ويحافظ على كنزنا العظيم المتمثل في علاقاتنا التي بها يُحفظ مجتمعنا وتدوم سعادتنا وننمي مكارمنا ونصد عنا شر كل من به شر! ولذلك فكلمة (سامحني) يجب أن تكون جزءاً من حياتنا إن كنا نريد التميز حقيقة، ولو تأملت في حياة الناجحين في دنياهم وآخرتهم لوجدت أحد أهم أسباب تميزهم نقاء قلوبهم واهتمامهم بالمعالي، ولذلك شهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للرجل بالجنة رغم أنه لم يعرف بكثير صلاة وصيام، ولكنه كان لا يمكن أن ينام إلا وقد سامح كل أحد! كاتب هذا المقال يحتاج (سامحني) فلابد من الخطأ والتقصير في حق من نحب! والزوج الذي يقابل تعب زوجته وكثرة مشاغلها بكلمة جارحة أو تصرف أهوج يحتاج (سامحيني) وهو الرابح في ذلك! والزوجة التي تشغل زوجها بأمور تافهة وتشغله عن بناء مستقبله ومستقبلها تحتاج (سامحني)! والابن الذي يؤذي والديه بفشله وسيره في طرق لا تليق يحتاج أن يعود ويقول (سامحاني) فليس هذا حق من سهرا وتعبا من أجله! ومن أشغل مجتمعنا بالتشتيت والتفريق صراحة أو من وراء اسم مستعار يحتاج أن يقول: سامحوني! ولذلك فحملة القلوب البيضاء (سامحني) التي أطلقها مركز التنمية الأسرية التابع لجمعية البر بالأحساء، خلال الأيام الماضية والتي تشمل العديد من المناشط: مسابقات وتدريب وبطولة رياضية ومسرحيات وأفلام ومعارض توعوية وبرامج مخصصة للأطفال تستحق الشكر والتقدير واستنساخ التجربة إلى كل جزء من أجزاء الوطن فالتسامح هدف راق ونبيل، وأهداف هذه الحملة التي أوضحها مدير مركز التنمية الأسرية الدكتور خالد الحليبي واقعية تستحق التوقف عندها، بداية من توعية المجتمع بأهمية التسامح وفضيلة العفو بين أوساط المجتمع، وإكساب الأفراد مهارة المبادرة إلى إصلاح ذات البين والتسامح بينهم، والوقاية للمجتمع من تخفيف المشكلات الأسرية، من خلال نشر ثقافة إصلاح ذات البين، ومساعدة الأسر للتعامل الأفضل من أجل استقرار الأسرة وحياتها السعيدة. لنعد ترتيب حياتنا ولننظر في مواطن الخلل، ولنقل الكلمة الجميلة: «سامحني» قبل أن نتمنى قولها ولا نستطيع!