استطاعت قوات التحالف العربي بقيادة المملكة تحرير مدينة عدن في مدة وجيزة، فاجأت بها ميليشيا الحوثيين والرئيس المخلوع. فقد أوهمتهم قوات التحالف بأن الهجوم سيكون على منطقة "عمران" مما جعلهم يحشدون قواتهم في تلك المنطقة، في حين كان التحالف يخطط لتحرير مدينة "عدن" بواسطة التدخل البري الذي اُستخدم لأول مرة حيث شارك في الهجوم أكثر من 1000 مقاتل من مقاتلي المقاومة، تم تدريبهم في معسكر على الحدود اليمنية. وقد زوُّدت القوة المهاجمة ب 150 مدرعة عسكرية مجهزة بأحدث الأسلحة المتطورة، في حين تولت القوات الجوية والبحرية إسناد القوات المهاجمة، مما سهل مهمة التحرير بأقل الخسائر في الأرواح والمنشآت المدنية. وبهذا الهجوم المباغت تمكنوا من هزيمة الميليشيا مخلفين الكثير من القتلى والجرحى والأسرى أو من لاذ بالفرار، كما تركوا وراءهم كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات غنمتها قوات المقاومة، حيث تم الهجوم عليهم بصفة خاطفة مما شل حركتهم أثناء الهجوم، مما جنب المدينة وأهلها كارثة تمكين الحوثيين من استخدام تلك الأسلحة. وقد اُستغلت إحدى الثغرات الضعيفة لميليشيات المتمردين في منطقة "البريقا" المطلة على ساحل عدن، مستفيدين من الميناء للإنزال الرئيسي للقوات والمعدات للهجوم على مدينة عدن. وبتحرير مدينة عدن تكون عادت إلى الشرعية مما فتح المجال لعودة بعض وزراء الدولة لمباشرة مهامهم من داخل مدينة عدن، لترتيب الأوضاع الأمنية والعسكرية والاقتصادية والخدمية، وفي مقدمتها متابعة المعونات التي تصل إلى عدن عن طريق المطار الذي أعيد تجهيزه لاستقبال الطائرات بالإضافة للسفن المحملة بالمعونات للمدينة المنكوبة. لتتمكن الحكومة من إعادة إعمار المدينة التي تعرضت له من همجية الانقلابيين، ووقف حركة النزوح عنها، واستقبال الأهالي الذين غادروها من قبل. وقد استثمر نجاح تحرير عدن للتقدم لتحرير بقية المدن اليمنية وعلى رأسها العاصمة صنعاء، ورفع المعاناة عن الشعب اليمني الذي اختطف من قبل ميليشيا الحوثيين والمخلوع. لقد كان "السهم الذهبي" سهما مسموما أصاب الصفويين الإيرانيين قبل أن يصيب أذنابهم في اليمن، سوف تتغير من خلاله أوراق الحرب في اليمن بتأثيرها على توازنات القوى العسكرية داخل اليمن، مما يتيح الفرصة للحلول السياسية وفي مقدمتها تطبيق القرار رقم 2216 القاضي بحظر توريد الأسلحة للحوثيين الذين أرادوا اختطاف اليمن وتسليمه للصفويين الذين أعدوا لذلك إعدادا محكما، لكن الله خيب آمالهم لتحقيق أهدافهم. ولنا أن نفخر بقواتنا المسلحة التي ضربت أروع الملاحم للدفاع عن الحد الجنوبي، وإدارة هذه الأزمة باحترافية مميزة كللت جميع خططها بالنجاح الباهر الذي أذهل الأعداء وأكسبنا احترام وتقدير العالم.